في حدود الساعة الثالثة زوال أول أمس الثلاثاء وبعد عمليات بحث مضنية وشاقة قادتها الوقاية المدنية تم انتشال باقي جثث العسكريين المتوفيين في حادث تحطم مروحية. عمليات البحث تواصلت منذ يوم الأربعاء 12 نونبر الجاري بواسطة آليات خاصة بالتنقيب والبحث عن ضحايا المروحية العسكرية التابعة للقوات المسلحة الملكية هذه الأخيرة، التي سخرت بدورها على مدى أسبوع تقريبا طائرات الهيليكوبتر التابعة لها. عملية التمشيط لم تتوقف عند حدود موقع الحادث بأوريورا الشاطئ الأبيض، بل تجاوزته إلى كل من سيدي افنيوطانطان حيث كان من المفترض العثور على جثامين حوالي ستة ضحايا كانوا في عداد المفقودين ليتم العثور بمنطقة رأس تاكومبا التابعة للشاطئ الأبيض والتي تبعد بحوالي 62 كلم ومصب واد درعة بطانطان أي بحوالي 30 كلم من طانطان و100 كلم عن كلميم عن آخر الضحايا المفقودين وهو باعزي عبد العزيز الممرض الذي كان يعمل بمنطقة كلميم وذلك أول أمس الثلاثاء. وقبل ذلك بيوم عثرت فرق البحث على الجثامين الخمسة الأخرى. وقد تم نقل جثامين ضحايا الحادث إلى المستشفى العسكري الخامس بكلميم حيث وضعوا بمستودع الأموات قبل أن يتم ترحيل جثمان كل واحد منهم إلى مسقط رأسه وذلك على الشكل التالي: الكولونيل عبد الكريم شاكر إلى القنيطرة، كولونيل محمد الهلالي إلى ورزازات، عبد الباسط مناري إلى مراكش، اليوتنو يونس المحمودي إلى تارودانت، اليوتنو كولونيل أحمد حميمو إلى الرباط، الكومندو العربي مبروكي إلى مكناس، اليوتنو جمال اديل تازة، وسعيد أوعزي إلى أزيلال، وعبد العزيز باعزي بكلميم، في حين لا زال كل من الكابران شاف مصطفى عزي والكابران حسين حمزاوي اللذان نجيا من هذا الحادث المروع يخضعان للعلاج النفسي . وحسب مصادر مقربة ستقام لكل ضحية جنازة رسمية بمسقط رأسه ستشرف عليها القوات المسلحة الملكية بالإضافة إلى السلطة المحلية. يذكر أن الحادث وقع خلال الأسبوع الماضي عندما تحطمت مروحية عسكرية من نوع “بيما” كانت تقوم بمناورات عسكرية بمنطقة أوريورا بالشاطئ الأبيض على بعد 300 متر من اليابسة اتجاه البحر. ولم تعرف بعد الأسباب الحقيقية وراء ذلك ليبقى السبب الأرجح هو العامل التقني والفني بالدرجة الأولى حيث لم ينج من هذا الحادث إلا عنصرين فقط ينتميان إلى البحرية الملكية في حين قضى التسعة الآخرون وهم من رتب عسكرية مختلفة نحبهم في الحال. وفور وقوع الحادث باشرت فرق البحث والتمشيط والانقاذ عمليات البحث لكنها لم تتمكن من الوصول إلى كل المفقودي لتتوالى الساعات والأيام ويعمل البحر على قذف جثت الضحايا وعلى فترات وأماكن متباعدة.