تواصلت طيلة ليلة الأربعاء ونهار أمس الخميس عمليات البحث عن جثث ضحايا المروحية العسكرية التي سقطت، أول أمس الأربعاء، على الساعة الخامسة والنصف مساء بمنطقة «أوريورة» التابعة لجماعة «رأس أمليل» غرب إقليمكلميم. وعلمت «المساء» من مصدر مسؤول أن الحصيلة المسجلة إلى غاية صباح أمس تفيد العثور على جثث ثلاثة جنود تم نقلهم إلى مستودع الأموات بالمستشفى العسكري الخامس بكلميم، بينما لا تزال الأبحاث جارية عن جثث 6 أشخاص، فيما نجا من الحادث شخصان ينتميان إلى البحرية الملكية تمكنا من الوصول إلى الشاطئ عن طريق السباحة، ولا يزالان يخضعان للعناية الطبية بالمستشفى العسكري المذكور، بعد دخول أحدهما في حالة غيبوبة. وكانت المروحية التابعة للدرك الملكي تحمل على متنها 11 عنصرا بين القوات الجوية والبحرية، إضافة إلى عنصرين اثنين من الدرك الملكي، وذكر مصدر أن إحدى الجثث التي تم العثور عليها تعود لضابط في القوات الجوية برتبة «كولونيل». وفي حين لم تتمكن «المساء» من الحصول على معطيات رسمية حول الحادث من القيادة العليا للقوات المسلحة الملكية، فضلا عن عدم صدور أي بلاغ رسمي بخصوص تفاصيل الحادث في انتظار العثور على جثث بقية الضحايا، كشف مصدر مطلع أن المروحية التي تعرضت للحادث هي من نوع «بيما» أقلعت من المطار العسكري بكلميم، وأنها كانت بصدد القيام بمهام روتينية تتعلق بالتداريب الاعتيادية التي يجريها الطيران العسكري بمنطقة «أوريورة» المعروفة باحتضان المناورات والتداريب العسكرية. ورجح المصدر ذاته أن يكون سبب سقوطها هو مرورها بمنطقة اضطراب جوي خاصة أن المنطقة معروفة بهذا النوع من الإضطرابات، في حين تبقى إمكانية تعرضها لعطب فني واردة في انتظار ما ستكشف عنه التحريات التي تم إطلاقها، والاستماع إلى إفادات الجنديين الناجيين. إلى ذلك أفاد مصدر آخر أن أمواج الأطلسي على مستوى موقع الحادث حملت المروحية العسكرية المتحطمة إلى الشاطئ، فيما تجري عملية إعداد نعوش ضحايا هذا الحادث من أجل نقلها إلى مدنهم الأصلية حيث ستتسلم العائلات المكلومة جثامين ذويها من أجل دفنها. ويعيد الحادث الذي وقع، مساء أول أمس، إلى الأذهان الفاجعة التي اهتزّت لها أوساط الشعب المغربي إثر تحطّم الطائرة العسكرية «س 130»، وذلك بالرغم من اختلاف ظروف وقوع الحادثين، حيث ارتطمت الطائرة العسكرية المشار إليها بجبل «تيّرت» على عُلو منخفض بضاحية مدينة كلميم، وخلف الحادث مقتل جميع ركابها البالغ عددهم 81 راكبا بمن في ذلك طاقم الطائرة المكون من تسعة أشخاص.