سبع سنوات ظل ملف ما أصبح يصطلح عليه داخل تلفزيون البريهي ب 17 منصبا يتأرجح كالكرة بين ثلاثة مدراء للموارد البشرية. مناصبهم المالية للتوظيف كانت مهيأة ولم يتبق سوى خطوة تأشير مصلحة مراقبة الالتزامات والنفقات التابعة لوزارة المالية. ظل هذا التأشير معلقا إلى يومنا هذا، ينتظر تدخل الرئيس المدير العام فيصل العرايشي بعد ما وعد المتضررين أنه المسؤول الأول والأخير عن هذا الخلل وسيتولى تسويته بنفسه. لحد الآن لاحل. واش عمركم سمعتو بعقود اسمها «إكس إكس إكس(xxx) قبل الإجابة إياكم أن تسرح عقولكم بعيدا لعلها من عجائب قلعة فيصل العرايشي، أن يبتكرمسؤولوه صنفا جديدا من العقود لا تشبه باقي العقود، بل لا تشبه إلا نفسها. احتار مدراء الموارد البشرية على تصنيفها فأطلقوا عليها عقود (xxx) في انتظار تسوية ملفات 17 عاملا من المنقولين مع وقف التنفيذ، يشتغل كلهم بالمديرية المركزية التقنية . أقدمهم أمين الحميدي الذي قضى 15 عاما ؛ ثمان سنوات منها في إطار الإذاعة والتلفزة المغربية، كانوا كغيرهم تسري عليهم مقتضيات نظام الوظيفة العمومية ويحصلون على ورقة للأداء تحمل رقم السلم الإداري لكل واحد ورتبته ورقم تأجيره ومهنته كتقني الدرجة الأولى ( نتوفر على وثائق من هذا القبيل). بعد الانتقال أو التحول إلى الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة وقع حمار هذه الفئة في العقبة، وظل ملفهم يتجرجر منذ عام 2005، وأصر مدراء الموارد البشرية المتعاقبين على هذا المنصب تركه معلقا دون تسوية، بدءا بمحمد البوزيدي ومرورا بمحمد بوفراحي وانتهاء بالمدير الحالي محمد عبد النور. رغم أن المناصب المالية لتوظيفهم صدرت في العام نفسه، وباتوا على مرمى حجر من الترسيم، لولا عراقيل بيروقراطية مصطنعة حالت بينهم وبين تأشير مصلحة مراقبة الالتزامات والنفقات التابعة لوزارة المالية. كيف انفجر هذا المشكل ولماذا توقف مسلسل ترسيم هذه الفئة المنقولة عن العهد القديم دون أن تلحق بالآخرين؟ هل الملف مستعص لهذه الدرجة حتى تحول إلى كرة تأرجحت بين ثلاثة مدراء تعاقبوا على كرسي الموارد البشرية، دون أن يستطيعوا فك هذا اللغز؟ ما الحل بعد إلغاء هذه المناصب وصارت في خبر كان. البداية كما رواها لنا أقدم المتضررين أمين الحميدي كانت قبل سبع سنوات. في عام 2005 خرجت مناصب مالية لتوظيف 17 عاملا، (وكانوا في الأصل 18) وانطلق فعلا مسلسل إجراءات التوظيف، وجمع كل المعنيين أوراق ملفاتهم وووضعوها لدى مديرية الموارد البشرية، ولم تبق سوى خطوة الفحص الطبي ليحصل كل واحد على منصبه المالي. عند هذه النقطة توقف كل شيء، قبل أن يؤول مصير هذه المناصب إلى الإقبار، والسبب كما جرى تداوله آنذاك أن مدير الموارد البشرية السابق محمد البوزيدي «وقع له خلاف مع مصلحة «CED» لطلبه شهادة تثبت أجره بالكامل، لكن هذا الأخير كان حينها لم يستكمل ملف التحاقه بالشركة الوطنية للإذاعة و التلفزة فاضطر إلى قطع علاقته مع مصلحة المالية الموجودة بداخل دار البريهي، وبقيت وضعيتنا عالقة وملفاتنا داخل مكتبه المقفل بعد تنحيه من منصبه كمدير للموارد البشرية وتعيينه مستشارا للمدير العام محمد عياد» يضيف أمين الحميدي. لم يكتشف أصحاب 17 منصبا كما أصبح لقبهم داخل الشركة الوطنية حقيقة طبيعة عقودهم الجديدة (xxx) إلا عام 2008 بعد تعيين محمد بوفراحي مديرا للموارد البشرية. لما استفسروه عن السبب، كان جوابه حسب تصريح أحد ممثلي العاملين أمين الحميدي «أنا باقي يالله خديت المهام ومعارف والو حتى نطالع ونشوف» وبعد مرور مدة من الوقت قال لنا بالحرف «راه المناصب المالية مشات ليكم والبوزيدي هو سباب ضياعها، بحيث مكملش مع المالية الإجراءات، وأنا غانشوف ما يمكن فعله فهاد المشكل…». الملف ظل بين مد وجزر ولم يقم محمد بوفراحي بأية حلحلة له، جرى فتحه من جديد عام 2011 نتيجة نقاش حول الميزانية بين المالية ومديرية الموارد البشرية، وطرح التساؤل حول وضعية هذه الفئة، فكان الجواب أنهم متعاقدون «لما طلبت منهم العقود وجدوا أنفسهم في مأزق، حينها راسلنا بوفراحي لاستكمال ملفاتنا الإدارية. بعد ذهابنا طلبوا منا توقيع عقود لأننا لم يعد لنا الحق في الوظيفة العمومية . وأصبح مفروضا علينا قبول وضعيتنا الجديدة كمتعاقدين بعقد دائم..» يوضح أمين. واستندوا في موقفهم الرافض أنهم يملكون كل الوثائق المثبتة لتطبيق نظام الوظيفة العمومية عليهم كشهادة الأجرة تحمل السلم والرتبة والصندوق المغربي للتقاعد وشهادة الفحص الطبي للقبول بالوظيفة العمومية باسم الإذاعة والتلفزة المغربية. بعد انسداد الأفق أمام المتضررين نظموا اعتصاما أمام مكتب الرئيس المدير العام فيصل العرايشي نهاية شهر غشت الفارط، انتهى بعقد اجتماعي معه، تأسف فيه على هذا الوضع غير المقبول، وأعرب لهم أنه هو المسؤول الأول والأخير عنه، وسيسهر شخصيا على تسويته «هذا خطأ غير مقبول لكنه غير مقصود خصو حل وأنا معكم» كانت هذه آخر جملة قال العرايشي – حسب تصريح أمين الحميدي- ومنذ ذلك الحين لم تلح في الأفق أية إرهاصات حل، ولم يتخذ أي قرار يسير في هذا الاتجاه، ما عدا لقاء مع المدير العام محمد عياد خرج منه الجميع كما دخلوه أول مرة، واعتصام ثان قادم في الطريق للمتضررين…