في إطار تفعيل بنود قانون الشغل في الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، عمدت إدارة الشركة إلى إنشاء «لجنة الصحة والسلامة» ودخلت في عملية التطبيق من خلال التوقيع على ثلاثة عقود مع أطباء متخصصين، ونص الاتفاق على 30 ساعة من الكشف في الشهر. وضمت اللجنة كلا من محمد عبد النور، الذي تتبّع كل مراحل المشروع، ومصطفى باشيتو، مسؤول السلامة في الشركة (ممثل الإدارة) وعبد العزيز ريباك (مندوب العاملين) وأيت لحميدي بنعيسى (مندوب العاملين) والدكتور زكرياء بنسعود والدكتورة وفاء فهسي والدكتور عبد الحميد الخضري، كأطباء في اللجنة. وقد عقدت اللجنة في ال23 اجتماعا أوليا تحت إشراف مديرية الموارد البشرية، وخلاله وضع الأطباء الخطوط العريضة للعمل وتحددت الأهداف في ضمان السلامة لكل العاملين. وقد تم التركيز على حساسية عاملي «دار البريهي» تجاه بعض المخاطر المرتبطة بفضاء عملهم أو أثناء ممارسة دورهم في الشركة، على اختلاف وظائفهم والمصالح التي ينتمون إليها. وعلى هذا الأساس، تم خلق مصلحة طبية للعمال ليستطيع الأطباء العمل في أحسن الظروف وتم تخصيص قاعتين للتشخيص وقاعتين للاشتغال وقاعة للراحة وقاعة للانتظار. وفي ما يخص الآليات، وُضِعت رهن اللجنة آليات للتشخيص والعلاج، مما يمكن من كشف الأمراض وإعطاء العلاجات الأولية وتحديد درجة الخطورة. وذكر مصدر أن اختيار الآليات تَرَكّز على الأمراض والأعراض المتعلقة بالاشتغال في المجال السمعي -البصري، بما فيها مشاكل العين والأذن والقلب والأمراض الحساسة. كما خصصت الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة مخزنا صغيرا للأدوية التي ترتبط بالحالات الطارئة، كما سيتم تدريب بعض الأجراء -حسب ما يقتضيه قانون الشغل- على إسعاف الحالات المفاجئة. وذكر بلاغ الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة أنه تعاقد مع ممرضة للإشراف على العاملين، في انتظار التوقيع مع اسمين آخرين، تفعيلا لمقتضيات قانون الشغل. وأشار مصدر مطّلع إلى أن الوحدة بدأت تشتغل بشكل فعلي وأنها مفتوحة أمام كل العاملين في الشركة الوطنية للإذاعة والتفلزة، وأضاف أن الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، فيصل العرايشي، كان أول من أجرى الفحوصات في الشركة، بحضور جل أعضاء اللجنة. وفي تعليقه على إنشاء هذه المصلحة، قال محمد البوفراحي، مدير مديرية الموارد البشرية، إن هذا الإجراء كان تفعيلا لفلسفة خلق لجنة الصحة والسلامة، التي ينص عليها قانون الشغل وتأتي في سياق الاتفاق الذي تم مع ممثلي العاملين حول تشكيل اللجن الثنائية، وأضاف أن «خلق هذه المصحة يتأسس على فلسفة الوقاية، بالدرجة الأولى، بمعنى أنها ستسمح لنا بتشخيص الحالات وبحماية العاملين من الأمراض المزمنة، وهذا ينسجم مع ثقافة دعم الموارد البشرية وتوفير كل الشروط التي تساهم في الاشتغال في أحسن الظروف وتساهم، تبعا لذلك، في رفع إنتاجية العاملين في الشركة الوطنية للإذاعة والتفلزة.