«من الرابعة صباحا بداو الناس يجيو» يقول شاب من مدينة مراكش وصل باكرا إلى فندق روايال منصور بالدار البيضاء. فيه تجري عملية انتقاء المواهب الغنائية للمشاركة في النسخة الثانية من برنامج عرب أيدول على قناة ام بي سي. في حدود الساعة العاشرة صباحا لم يعد توزع الأرقام على كل راغب في اجتياز الكاستينغ أمام لجنة تحكيم مشكلة من أحلام وراغب علامة ونانسي عجرم وحسين الشافعي، وهو ما فتح المجال أمام انتعاش سوق سوداء تباع فيها الأرقام، وترتفع القيمة كلما كان الرقم صغيرا أي كلما كان سيمر صاحبه باكرا، إذ وصل عدد الأرقام الموزعة إلى مايفوق 700 « الأرقام الأخيرة تباع ما بين 150 و 200 درهم أما إذا كانت من الأوائل فثمنها يصل حتى ألف وألف و 500 درهم». أناس حضروا باكرا، وحصلوا على أرقام والهدف منها بيعها لشباب وشابات مستعدين لدفع أي ثمن مقابل تحقيق حلمهم في الشهرة والنجومية. من جميع أنحاء المغرب قدموا من فاسومراكش والراشيدية وسلا والفنيطرة وطنجة وأكادير والرباط تحملوا وعثاء السفر لم تمنعهم أيام العيد ولا أي شيء في سبيل تحقيق حلم يبدو مستحيلا لدى اليعض منذ أول وهلة «حلم مستحيل بالنسبة للدراري أن ينتزعوا مثل هذا اللقب البنات لهم الأفضلية وعندهم الزهر» يقول الشاب رحيم بلخير ابن مدينة الراشيدية، وحينما سألنا عن سبب هذا الموقف الجاهز أجاب «السبب بسيط الدوافع التجارية هي المحركة لمثل هذا الاختيار يكفي أنك تشوف جميع البرامج العربية سواء ستار أكاديمي أو أرب أيدول أو اكش فاكتور لن تجد أي شاب مغربي حصل عليها..» ويضيف الشاب ذاته ذو التجربة في برامج المسابقات هاته (جرب حظه مرتين في استوديو دوزيم ، وشارك في النسخة الأولى من أرب أيدول)، أنه يمارس عليهم القمع من طرف لجنة التحكيم بمجرد الوصول إلى هدفهم وعثورهم على الموهبة المحدد شكلها سلفا «العام الماضي وفي هذا البرنامج يالله بديت قالت لي أحلام سمح لينا بون شونس». من يتذكر أمين الرينغة اين مدينة سلا المتوج بنسخة من نسخ برنامج استوديو دوزيم حضر هو الآخر على الساعة السابعة صباحا، ويحدوه طموح قوي لنسج سيناريو يفوق ذاك الذي وصلت إليه الفائزة بالنسخة الأولى من أرب أيدول دنيا باطما «بغينا نديرو شي حاجة أكثر من داكشي لي دار العام الماضي». أمينة الرينغة يدخل المسابقة واضعا نصب عينيه تحقيق نتيجة ما تنسيه مرارة تجربة استوديو دوزيم «هادشي لي عطا الله جينا نشاركوا مرة أخرى ماعطاونا والوا في استوديو دوزيم ما دارو معانا والوا تيكدبو علينا وعود كاذبة فقط». كمال عمودي واحد ممن مروا على خشبة استوديو دوزيم جاء هو الآخر ليختبر إمكانياته، ويحاول إعادة التجربة مرة أخرى لعل وعسى تكون محطة إقلاع نحو «آفاق أوسع للشهرة ويتعرف علينا الجمهور العربي مرحلة دوزيم استفدنا منها في جميع الأحوال، ولا يمكن التعويل عليها لصنع مسار فنان متألق، بل يجب الاعتماد على المجهود والاجتهاد الشخصي لكل واحد باش يحقق الطموح ديالو…».