لا تتردد أم «رضى» في الإلحاح على طفلها الصغير أن يغسل يدين بالماء والصابون. فقبل كل وجبة طعام أو عند عودته من المدرسة أو اللعب، أول نصيحة تقدمها له هي «غسيل اليدين مزيان». هذه العملية البسيطة واليومية، التي تعتبر جزء صغيرا من نظافة الجسم، تليها أم «رضى» أهمية قصوى في اهتمامها بصحة أفراد أسرتها، حيث علمتها تجربتها في تربية الأبناء أن كثيرا من الأمراض تنتقل إلى الإنسان عبر يديه غير النظيفتين. الاهتمام بغسل اليدين لا يقتصر على هذه الأم ومثيلاتها. فكثير من الأشخاص يقومون بهذه العملية الروتينية والمتكررة على مدار اليوم دون يعرفوا بشكل دقيق ومفصل مدى قيمتها في الوقائية من الأمراض المنقولة والمعدية. غير أن تخصيص تاريخ 15 من أكتوبر من كل سنة كيوم عالمي لغسل اليدين، كشف بشكل علمي الفائدة الصحية والوقائية المرتبطة بنظافة اليدين، حيث أصبح هذا الاحتفال السنوي، الذي انطلق العمل به منذ 2008، فرصة لذوي الاختصاص في مجال الصحة أن يعرفوا بالأهمية القصوى لاستعمال الماء والصابون في تطهير اليدين. بلغة الأرقام والدلائل الطبية، أكد الدكتور مجدى بدران استشارى الأطفال عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة «أن غسل الأيدى يقضى على حوالى 250 مرضا، ويعد وسيلة فعالة وغير مكلفة للقضاء على الكثير من الميكروبات، حيث أن كلما زاد عدد مرات غسل الأيدى للفرد قلت الأمراض المعدية فى المجتمع..». أم «رضى» لم تكن مخطئة في جعل غسل اليدين عادة وقناعة لدى طفلها، ووسيلة لحمايته في المرض. فقد أكدت بعض الدراسات الطبية أن غسل الأيدى يخفض معدلات وفيات الأطفال الناتجة عن تعفنات الجهاز التنفسى بنسبة 25%، وينقذ مليون طفل من الوفاة نتيجة الإسهال سنويا، بالإضافة إلى خفض معدلات الإلتهاب الرئوى لدى الأطفال بنسبة 50%، ومعدلات الإصابة بالطفيليات المعوية للنصف، ويخفض معدلات الإصابة بإلتهابات الفم بنسبة 30%، وغيرها من الإصابات بالفيروسات. فالكثير من الناس لا ينتبهون أن هناك العديد من البؤر إستيطانية للميكروبات نصادفها يوميا داخل المنازل كالحمام والمطبخ والأبواب والهاتف والأثاث المنزلي، وخارج البيت في وسائل النقل وتداول النقود والتصافح…. ولهذا جاءت الغاية من الاحتفال باليوم العالمى لغسل اليدين للحث على انتهاج هذه العادة الحميدة والتي لا تتطلب جهدا أو وقتا كبيرين للقيام بها.