خبر النهاية جاء صادما. الفاجعة، التي وضعت حدا ل23يوما من البحث والترقب والأمل، ليس باليسر بما كان تحملها. والصحافية نادية أبرام، التي عرفها زملاؤها وزميلاتها في المجال، رئيسة للقسم الثقافي بالعربية بوكالة المغرب العربي للأنباء، ثم مديرة لمكتب الوكالة ببيروت، وبعدها مديرة لمكتبها بمكناس، عاشت الأحد الماضي، أسوأ لحظات حياتها، وهي تعاين في مشرحة الموتى بالرباط ما تبقى من جثة زوجها رضوان البصير. 23 يوما، من مسلسل بحث مضن عن الزوج الغائب. الرفيق، الذي نجح في أن «يجر»، بعد طول رفض لكن وعن اقتناع، رِجْلَ الصحافية المسكونة بمهنة المتاعب، إلى داخل القفص الذهبي قبل ما يزيد قليلا عن خمس سنوات. مساء يوم الإثنين 17 أبريل الماضي، خرج رضوان من بيت أسرته بسلا دون أن يخلف وراءه ما قد يشي بأنه لن يعود أبدا بين أحضان العائلة. وحتى المكالمة الهاتفية، التي ربطته بالأسرة على الحادية عشرة ليلا من اليوم ذاته، لم تدفع إلى التكهن أنها ستكون آخر الاتصالات معه. أما غابة “كريفلة”، كما يعرفها المستعملون الأوفياء للطريق الرابطة بين مدينتي الرباط والرماني، والواقعة على المقطع الفاصل بين عين عودة و الرماني، لمزيد من التحديد، فكانت من احتضنت، أخيرا، جثة الزوج الشاب. بل ما قد تبقى فقط منها، وهوالنصف العلوي مثلما تناقل شهود عيان، الذين زاد البعض منهم مؤكدين أن هذا النصف العلوي كان في حالة تحلل متقدمة وخاصة الوجه ! لاتزال نادية أبرام تحت وقع الصدمة، هي التي من المؤكد أنها تتوقعت كل الاحتمالات، منذ أن شرعت تعمم خبر اختفاء رضوان وتلقى مؤازرة الزملاء في بحثها عنه، (توقعت كل شيء) إلا أن يأتيها نبأ وفاة زوجها، الذي كان يشتغل موظفا بمجلس النواب. ومن عساه يتقبل بسهولة الرحيل المفاجئ لشريك الحياة! وحدها ملابس الراحل، قادت الزوجة والأم، الإذاعية السابقة زاهية المذكوري، إلى التعرف على الوحيد رضوان، عندما حضرتا الأحد الماضي عملية معاينة الجثة في المشرحة بالربا. ووحدها نتائج اختبار الحمض النووي المرتقبة، ستقطع دابر الشك في هذه الواقعة الأليمة. فصبرا جميلا زميلتنا نادية أبرام وقيدومتنا زاهية المذكوري في هذا الخطب الجلل، الذي تداعى له الجسم الصحافي.