دبي تطلق خدمة التوصيل بالطائرات بدون طيار الأولى من نوعها في الشرق الأوسط    كيفية تثبيت تطبيق الهاتف المحمول MelBet: سهولة التثبيت والعديد من الخيارات    والي بنك المغرب يعلن الانتهاء من إعداد مشروع قانون "العملات الرقمية"    "هيئة تحرير الشام" تخطط للمستقبل    8 قتلى في حادثتين بالحوز ومراكش    27 قتيلا و2502 جريحا حصيلة حوادث السير بالمناطق الحضرية خلال الأسبوع المنصرم    فينيسيوس أفضل لاعب في العالم وأنشيلوتي أحسن مدرب    بنك المغرب يخفض سعر فائدته الرئيسي إلى 2,5 في المائة    قطاع الطيران... انطلاق أشغال بناء المصنع الجديد لتريلبورغ    جوائز "الأفضل" للفيفا.. البرازيلي فينيسيوس يتوج بلقب عام 2024    تشييع رسمي لجثمان شهيد الواجب بمسقط رأسه في أبي الجعد    المغرب والسعودية يوقعان بالرياض مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون في مجالات التحول الرقمي الحكومي    القنيطرة.. افتتاح معرض لإشاعة ثقافة التهادي بمنتوجات الصناعة التقليدية    صحيفة 'لوفيغارو': المغرب يتموقع كوجهة رئيسية للسياحة العالمية    إحصاء 2024: الدارجة تستعمل أكثر من الريفية في الناظور    الرباط.. انعقاد اجتماع لجنة تتبع مصيدة الأخطبوط    العام الثقافي 'قطر-المغرب 2024': الأميرة للا حسناء وسعادة الشيخة سارة تترأسان بالدوحة عرضا لفن التبوريدة        مجلس الشيوخ الشيلي يدعم مبادرة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية (سيناتور شيلي)    المغرب "شريك أساسي وموثوق" للاتحاد الأوروبي (مفوضة أوروبية)    كلمة الأستاذ إدريس لشكر، الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، خلال اجتماع اللجنة الإفريقية للأممية الاشتراكية    رسمياً.. المغرب يصوت لأول مرة بالأمم المتحدة على وقف تنفيذ عقوبة الإعدام    فيفا ينظم بيع تذاكر كأس العالم للأندية‬    بنعلي: رفع القدرة التخزينية للمواد البترولية ب 1,8 مليون متر مكعب في أفق 2030    لماذا لا تريد موريتانيا تصفية نزاع الصحراء المفتعل؟    84% من المغاربة يتوفرون على هاتف شخصي و70 % يستعملون الأنترنيت في الحواضر حسب الإحصاء العام    ردود فعل غاضبة من نشطاء الحركة الأمازيغية تُشكك في نتائج بنموسى حول نسبة الناطقين بالأمازيغية    الأميرة للا حسناء تترأس عرض التبوريدة    النظام الأساسي لموظفي إدارة السجون على طاولة مجلس الحكومة    دفاع الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال يؤكد أن وضعه الصحي في خطر    تحقيق قضائي لتحديد دوافع انتحار ضابط شرطة في الدار البيضاء    ارتفاع معدل البطالة بالمغرب إلى 21% مع تسجيل ضعف في نسبة مشاركة النساء بسوق الشغل    مراكش.. توقيع اتفاقية لإحداث مكتب للاتحاد الدولي لكرة القدم في إفريقيا بالمغرب    كنزي كسّاب من عالم الجمال إلى عالم التمثيل    حاتم عمور يطلب من جمهوره عدم التصويت له في "عراق أواردز"        ضابط شرطة يضع حدّاً لحياته داخل منزله بالبيضاء..والأمن يفتح تحقيقاً    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الأربعاء    السينما الإسبانية تُودّع أيقونتها ماريسا باريديس عن 78 عامًا    سرطان المرارة .. مرض نادر يُشخّص في المراحل المتقدمة    كيوسك الثلاثاء | حملة توظيف جديدة للعاملات المغربيات بقطاع الفواكه الحمراء بإسبانيا    زلزال عنيف يضرب أرخبيل فانواتو بالمحيط الهادي    شوارع المغرب في 2024.. لا صوت يعلو الدعم لغزة    الصين تعارض زيادة الرسوم الجمركية الأمريكية على المنتجات الصينية    ماكرون سيعلن الحداد الوطني بعد إعصار شيدو المدمر في أرخبيل مايوت    السفير الدهر: الجزائر تعيش أزمة هوية .. وغياب سردية وطنية يحفز اللصوصية    أفضل لاعب بإفريقيا يحزن المغاربة    لماذا لا يستطيع التابع أن يتحرر؟    عن العُرس الرّيفي والتطريّة والفارس المغوار    علماء يكتشفون فصيلة "خارقة" من البشر لا يحتاجون للنوم لساعات طويلة    بريطاني أدمن "المراهنات الرياضية" بسبب تناول دواء    دراسة: الاكتئاب مرتبط بأمراض القلب عند النساء    باحثون يابانيون يختبرون عقارا رائدا يجعل الأسنان تنمو من جديد    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هؤلاء «الفاشلون» الذين يحكموننا
نشر في اشتوكة بريس يوم 22 - 03 - 2011

هم أكثر بكثير مما نعتقد! متواجدون في كل مكان، في الوزارات مرورا بالإدارات ووصولا إلى الشركات الوطنية الكبرى. يستقوون على القانون و يستهترون بالمواطن، الذي من المفروض أنهم في خدمته بل أكثر من ذلك يتشبثون بكراسيهم تشبث الرضيع بثدي أمه. يعولون على نظام قائم على المحسوبية والزبونية بامتياز.
و الحق يقال فإن انعدام الكفاءة ليس خصوصية مغربية صرفة بل نجدها في جميع أنحاء العالم، إلا أن الخصوصية المغربية تكمن في تقديس انعدام الكفاءة بشكل غير مبرر. فنحن نكن لها كل الاحترام والتقدير و ندافع عنها و نصفق لها و نكرمها ونقدم لها تعويضات. و بإيجاز انعدام الكفاءة بالمغرب هي أعلى شهادة جامعية يمكن أن يتحصل عليها الفرد! و لهذا السبب بالذات نجد أن الحاصلين على هذا الدبلوم المتميز نسجوا شبكة متشعبة وأطلقوا العنان لمخالبهم ليحكموا قبضتهم على المناصب العليا. و على حد قول غوي بيدوس «الحكومة ليست كتلة من الأوباش فقط بل هي خليط من الأوباش و منعدمي الكفاءة «. فلنأخذ مثال وزير الاقتصاد و المالية الذي اقترض من أوروبا مليار يورو وعوض أن يفسر لنا حيثيات هذا الاقتراض بعد أن تباهى في جميع المنابر بأن المغرب بعيد عن تأثير الأزمة العالمية، فضل هذا الوزير أن يتشبث بنصره المزعوم على الأزمة. و لا يسعنا إلا أن ننحني تبجيلا لحجم هذا الإنجاز الذي يضاهي حجم الدين الذي يتوجب على المغرب تسديده و ذلك في تحد شجاع لمنطق العقل و الاقتصاد!
حسب صلاح الدين مزوار بما أنه وزير المالية المعني بالأمر، فإن منح المغرب هذا القرض يعبر بشكل واضح عن «الثقة» التي يضعها فينا شركاؤنا الأوروبيون المتعاطفون! و سحقا لدافعي الضرائب الذين سيثقل تسديد هذا الدين كاهلهم لعقود طويلة. ما قول الوزير الأول عباس الفاسي يا ترى في هذا الإنجاز؟ على ما يبدو فالوزير الأول لا يأبه بتاتا بما يحدث و لا بدافعي الضرائب وفي الوقت الذي توشك ولايته على النهاية استعدادا للانتخابات التشريعية في 2012، يترك عباس الفاسي لخلفه إرثا ثقيلا .أما وزير التشغيل جمال أغماني وفي إطار «الحوار الاجتماعي» الذي خطط له هذا «الاشتراكي»، وجد المغاربة أنفسهم متعبين من أفكاره «النيرة» العقيمة وخطاباته المسكوكة.
ولا ننسى سوء الإدارة والتسيير الكارثي للطيب الفاسي الفهري في قضية الصحراء و ذلك تحت غطاء «الديبلوماسية غير الرسمية». و هذه الصورة التي لا تخدم بأي شكل من الأشكال مصالح المغرب أسهم فيها إلى حد كبير وزير الاتصال خالد الناصري، الذي أعطانا نموذجا كافيا عما يتقنه بشكل جيد، فهو عبقري لغة الخشب و«الرصاص». و يبدو أن الوعكة الصحية التي يعاني منها المغرب ليست نتيجة هذه الفيروسات فقط بل يرجع فيها الفضل أيضا لوزيرة الصحة ياسمينة بادو التي تتشبث بتطبيب مرضاها. أما الثقافة في بلادنا أو ما تبقى منها فلم يكن يوما حالها أكثر رثاء مما هي عليه في عهد «الفيلسوف» حميش. و في نفس السياق لكن هذه المرة بدرجة زلزال مدمر، يضرب انعدام الكفاءة موعدا مع البرلمان والذي للأسف الشديد من المفترض أن يشكل قوة مضادة للقوة التنفيذية، غير أن هذا الجهاز التشريعي لا زال يتخبط للخروج من سباته «الفكري» و يبدو أن عبد الواحد الراضي, الأمين العام لحزب الاتحاد الاشتراكي ورئيس مجلس النواب, ونظيره محمد الشيخ بيد الله، الأمين العام لحزب الأصالة و المعاصرة، و رئيس مجلس المستشارين, يستمتعان بلعبة صم الآذان. و لم تر وعودهم المتواصلة، باتخاذ الإجراءات اللازمة تجاه تغيب المستشارين والنواب بشكل مزمن، النور بعد. والحال أن هذين الرئيسين يفتقدان لرؤية أو تصور استراتيجي للخروج من هذا السبات البرلماني القاتل. ولا يقتصر انعدام الكفاءة فقط على الحكومة أو البرلمان، بل تعرف انتشارا واسعا في مرافق حيوية في البلاد. فأغلب مكاتب الدولة, حيث ترى القرارات النور بمشقة الأنفس, تعرف اختلالات كبيرة إذا لم تكن تتعلق بهدر المال العام فهي تتعلق بسوء الإدارة. وعلى سبيل المثال لا الحصر، المكتب الوطني للمطارات (أوندا)، ومجموعة العمران، ومجلس الجالية المغربية في الخارج، والمركز السينمائي المغربي، والخطوط الجوية الملكية المغربية والطرق السيارة بالمغرب...
ولازالت القائمة طويلة!
ديوان المظالم، مجلس المنافسة والمجلس الوطني لمحاربة الرشوة...ورغم أن هذه الهيآت حديثة الولادة إلا أن كفاءاتها البشرية و إمكانياتها لا تسمحان لها بإتمام المهام الموكلة إليها، اللهم إعداد تقارير سنوية، كثيرا ما تكون بدون فائدة حيث تبقى وثائق استشارية لاغير. مؤسسات عديمة الفائدة من الناحية العملية ولا تصلح لشيء إلا تبرير مرتبات موظفيها ... و من يزعم عكس هذا فهو بعيد عن الواقع!
عباس الفاسي : الوزير الأول
منذ تعيينه وزيرا أول سنة 2007، أبدى عباس الفاسي حنكة عالية في تسيير شؤون عائلته. وبفضل الصلاحيات المخولة له، عرف جيدا كيف يضع أقرباءه على رأس المناصب الحيوية في البلاد وكأن هؤلاء الأقارب توارثوا أبا عن جد تلك الحنكة الربانية في تسيير الأمور وهو الشيء الذي تفتقده, على ما يبدو, الأغلبية الساحقة والصامتة في هذا البلد! هذا هو أكبر إنجاز حققه وزيرنا الأول منذ أن تقلد منصبه فليس من غريب الصدف أن يتحكم أقاربه في أعلى مناصب الدولة وعلى سبيل المثال لا الحصر؛ نجد وزير الخارجية الطيب الفاسي الفهري وعلي فاسي الفهري الذي يجمع بين إدارة المكتب الوطني للكهرباء والمكتب الوطني للماء الصالح للشرب دون أن ننسى رئاسة الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم. ونزار بركة، وزير الشؤون العامة، وياسمينة بادو، وزيرة الصحة، ويونس مشرافي المدير العام للمغربية للألعاب و الرياضة و ابراهيم فاسي الفهري رئيس أماديوس ولا تزال قائمة سعداء الحظ الفهريين طويلة ! و في الوقت الذي تشرف فيه ولاية عباس الفاسي على الانتهاء، يتساءل المغاربة عما حققه من إنجازات ؟ لا يخفى على أحد أن الجانب الاجتماعي كان أسوأ ما غيبه الوزير الأول و الدليل القاطع على ذلك هي مبادرة الحوار الوطني المزعومة التي أطلقها. لم ينس أحد تلك الوعود الفارغة التي كان يقطعها قبيل ترشحه حول خلق مناصب شغل والزيادة في الأجور و تخفيض تكاليف المعيشة و محاربة الرشوة ... والحال يقول إن المغرب لم يمر بأزمة بطالة أكثر مما يعرفه الآن في عهد هذا الوزير لدرجة تضاعفت فيها محاولات انتحار ذوي الشهادات العاطلين عن العمل.
نزهة الصقلي : وزيرة التنمية الاجتماعية والتضامن والأسرة
إذا كتبت اسم نزهة الصقلي، الصيدلانية الوطنية لكل مشاكلنا الاجتماعية، في محرك البحث غوغل ستجد تقارير على هذا الشكل: «بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لمحاربة العنف ضد النساء، تترأس السيدة نزهة الصقلي، وزيرة التضامن الاجتماعي والتنمية والأسرة ندوة صحفية بمشاركة الكاتب العام للوزارة... أو « بمناسبة اليوم الدولي للمسنين، ستترأس السيدة الصقلي يوم الجمعة 1 أكتوبر، على الساعة التاسعة والنصف صباحا بالرباط لقاء للتوقيع على اتفاقية شراكة من أجل دعم ومساندة جهود الجمعيات المغربية العاملة على حماية المسنين... ».
تبدو الصيدلانية الحائزة على دبلومها من تولوز بفرنسا، و مناضلة حزب التقدم والاشتراكية، و كأنها تملك حلولا لجميع العلل الاجتماعية التي يتخبط فيها سائر المواطنين، غير أن السيدة الوزيرة عندما وجدت نفسها أمام مشاكل تفوق قدرتها فضلت الاكتفاء بالكلام لتصبح بذلك وزيرة التنمية الشفوية بامتياز . وخلال أحاديث الوزيرة تتشتت الأسرة، و يتفتت التضامن، و تتوه التنمية ، و لعل مقولة خير الكلام ما قل و دل شيء لا تعترف به السيدة الوزيرة.
محمد ساجد : عمدة الدار البيضاء
مكنت أمطار بداية 2011، من تعرية رئيس مجلس المدينة محمد ساجد، ومساعديه أحمد بريجة ومحمد جودار، وكانت تلك الزخات المطرية كافية ليغرق سكان مدينة الدار البيضاء الكبرى تحت المياه. و في الوقت الذي كان يتوجب على عمدة المدينة التحرك لإنقاذ الموقف، فضل ساجد الاختباء، تاركا منكوبي فيضانات الأمطار يصارعون قدرهم التعيس .
استنتج محمد ساجد، بعد استضافته على القناة الثانية للحديث عن هذه المأساة، بأن هذه الفيضانات كانت نتيجة أمطار «استثنائية» أتت قبل أوانها هذه السنة، دون أدنى إشارة لمسؤولية الوكالة المنتدبة للمياه والكهرباء، ليديك، والأسوأ من ذلك، أن ساجد، دافع بكل صفاقة عن الوكالة الفرنسية، مثيرا بذلك سخط و غضب سكان الدار البيضاء. و ينضاف إلى طامة الماء والكهرباء، تزايد انتشار الأزبال بالعاصمة الاقتصادية، واستفحال أزمة وسائل النقل العمومية مع كل الازدحام الذي تعرفه شوارع المدينة . حالة يرثى لها!
العربي بن الشيخ : المدير العام لمكتب التكوين المهني و إنعاش الشغل
بالإضافة إلى كونه مهندسا فهذا الرجل سياسي «مبدع». و بما أن لعربي بن الشيخ صديق مقرب للاستقلالي عبد الكبير زاهود وزير الدولة المكلف بالمياه و البيئة، تقرب في هذين العامين الأخيرين من حزب الأصالة والمعاصرة . هذا الانحياز الذي يتعارض مع ما يجب أن يكون عليه رجل تقني منحه بامتياز لقب «مختص في الصفقات
الغامضة». وهكذا و في كل منصب شغله كإدارة الموانئ في وزارة التجهيز وإدارة المدرسة الحسانية ومكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل الذي لا زال يديره إلى يومنا هذا و حتى في فيدرالية كرة القدم ، ترك هذا الرجل بصمته حيث يعرف بتسييره المشبوه بخصوص مسطرة طلب العروض و منح الصفقات العمومية. و على سبيل المثال، ففي 2006، و بعد بضعة شهور من تعيينه من طرف الجنرال حسني بن سليمان بصفته الأمين العام للفيدرالية الملكية المغربية لكرة القدم، حيث كان مكلفا بالبنية التحتية للرقي بكرة القدم الوطنية(إنشاء مراكز لتدريب الأندية و العشب الاصطناعي.... وذلك بميزانية مجموعها 960 مليون درهم)، أطلق طلب عرض لتجهيز 6 ملاعب في المملكة بالعشب الاصطناعي و كان من بين المهتمين بهذه الصفقة إحدى الشركات الكندية ، التي سجلت العديد من الاختلالات و الأخطاء التي كلفت المغرب تهمة «عدم احترام المعايير الدولية المعمول بها من طرف الفيفا». ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد...ففي 2004 ، و بعد مدة قليلة من تعيينه على رأس مكتب التكوين المهني، نشب خلاف حاد بينه وبين الاتحاد العام لمقاولات المغرب الذي يرأسه حسن الشامي و الوزير الوصي سعيد أولباشا والسبب؟ قيام المدير العام لمكتب التكوين المهني بتجميد مشروع ممول من كندا يقدر ب70 مليون درهم.
نزار بركة : وزير مكلف بالشؤون العامة
أكثر ما يميز نزار بركة هو ارتباطه براضية الفاسي، ابنة الوزير الأول عباس الفاسي. في 1997، غادر وزارة المالية حيث كان يشغل منصبا متواضعا و أصبح وزيرا منتدبا لدى حماه عباس الفاسي. كان أول و آخر مشروع اقترحه هو إصلاح صندوق المقاصة إلا أن هذا الإصلاح الذي توعد به في 1997 بقي حبرا على ورق. زد على هذا، فصهر الوزير الأول توارى عن الأنظار بعد أن طلب منه الابتعاد عن القرارات الاقتصادية الكبرى. و حتى داخل الحزب لا يحظى نزار البركة بإجماع الاستقلاليين ناهيك عن إجماع العامة من الناس, خصوصا
أنه لم يترشح يوما للانتخابات..
سليم الشيخ : المدير العام للقناة الثانية
في الوقت الذي كان الجميع يتوقع أن يعطي المدير العام الجديد للقناة الثانية والمتخصص في التسويق دفعة جديدة للقناة، نلاحظ اليوم كيف أن هذا المنبر الإعلامي غارق في الرداءة، إذ بعد توليه زمام الأمور، أضحت القناة تركية بامتياز. و كل ما تبرع فيه القناة هو بث مسلسلات كورية ومكسيكية وتركية تشتريها القناة بالجملة لإلهاء المشاهدين.
ناهيك عن برامج شبابية لا تأخذ من الشبابية إلا الاسم، و التي لا يبدو أنها تملك توجها محددا اللهم إرضاء رغبات مديرها العام.
يعترف أطر «دوزيم»، أن القناة تعيش أسوأ فترة منذ تأسيسها، ولا يبدو أن السياسة التي ينهجها سليم الشيخ للقناة تزعج السلطات العمومية، إذ أنه رغم اندحار نسبة المشاهدة، يستمر في تقديم نفس الأطباق التي لا لون ولا مذاق لها، للمغاربة القلائل الذين لا يزالوا يتابعونها. وبما أن عناده أضحى معروفا لدى الجميع، لا يعتزم سليم الشيخ تغيير الاستراتيجية التي يسير بها لحد الساعة منذ تسلمه مهامه بالقناة، كما أنه لا يعير أي اهتمام لانتقادات الصحافة ومكتب الدراسات والتقييمات التلفزيونية ضد ما يسميه سليم الشيخ بمرحلة جديدة انتقالية للتلفزة المغربية، برهنت عنها جيدا المسلسلات المكسيكية المدبلجة بطريقة تشمئز منها الآذان.
عثمان الفاسي الفهري : مدير الطرق السيارة بالمغرب
سياسة التغيير مفهوم لا وجود له عند عائلة آل الفاسي الفهري، فعثمان الفاسي الفهري مرتبط اسمه بالطريق السيار المغربي منذ سنة 1997 ويبدو أن هذا المسؤول متفان في عمله، لكن وجوده في هذا المنصب ليس لكفاءته بقدر ما هو لراتبه المذهل, الذي يقدر ب 60 ألف درهم شهريا، أي «ما يعادل راتب وزير».
منذ حصول عثمان الفاسي الفهري على دبلوم متخصص في الطرق والجسور، عمل مباشرة بوزارة الأشغال العمومية، والتي أصر على ترك بصماته بها، بإنشائه الصندوق الخاص بالطرق والذي لا يعود بالنفع إلا على صاحبه.
ولا ننسى بأن تراجع الشركة البرتغالية التي فازت بصفقة توسيع الطريق السريع البيضاءالرباط أكبر دليل وبرهان على سوء إدارة عثمان الفاسي الفهري، بالإضافة إلى سوء اختيار الشركات المنفذة لمشاريع الطرق السيارة، وهذا ما يشكل عائقا كبيرا أمام تطور الشبكة الطرقية بالمغرب. كل هذا لم يحث أبدا الضمائر من أجل محاسبة هذا المسؤول, الذي يبدو أنه يتمتع بحصانة إذا لم تكن برلمانية فهي فهرية.
بن سالم حميش : وزير الثقافة
لطالما كان محط نقاش في محيطه الاشتراكي فنشطاء الاتحاد الاشتراكي لم يأخذوه يوما على محمل الجد. نفس الشيء بالنسبة للوسط الثقافي ببلادنا، فمنذ تقلده هذا المنصب في 2009، طغت أنانيته على حساب مهنيته, نظرا لافتقاده أي استراتيجية عمل تذكر. تبقى أهم إنجازاته هي ترشيد النفقات في وزارته، حيث نجح في كبح جماح الدينامية الثقافية و الفنية بالبلاد. وأكبر دليل على ذلك، دعوات مقاطعة الصالون 17 للكتاب و النشر بالدار البيضاء و الذي دعت إليه التعاضدية المغربية للفنون والثقافة . والحال أن «الفيلسوف» حميش يعاني من نقص يرثى له في الحكمة فهو لا يفوت نشاطا ثقافيا و إلا و يسعى فيه إلى الظهور في الواجهة، متناسيا وضع حد فاصل بين صفته ككاتب و صفته كمسؤول عن تسيير الشأن الثقافي ببلاده. و أكبر تجسيد لسوء تسييره، هو أنه بعد عام من تعيينه على رأس الوزارة لازال متعثرا في تشكيل مكتبه الوزاري. و لا يخفى على أحد الثقافة التي تسود في المغرب, ثقافة إطلاق المهرجانات و تعطيل إنشاء البنية التحتية وتهميش واضح للنشاط المسرحي والفني بشكل عام....و لا داعي للقول إن القائمة أطول بكثير مما ذكر, و بعجالة فمنذ إنشاء وزارة الثقافة في الستينيات، لم يتسبب وزير من قبل في تدهور الثقافة كما هو عليه الحال في يومنا هذا.
الطيب الفاسي الفهري : وزير الشؤون الخارجية و التعاون
كل ما بوسعنا قوله هو أن زمن مجد الدبلوماسية المغربية و إنجازاتها قد ولى ولا يسعنا اليوم إلا أن ندرجه في مقررات التاريخ في المدارس. منذ ثماني سنوات تقريبا والطيب الفاسي الفهري يساهم و بشكل كبير في تراجع إشعاع المغرب في الوسط الدولي، سواء تعلق الأمر بقضية الصحراء أو بالعلاقات الدبلوماسية مع الدول الإفريقية و العربية. لم ينجح هذا الوزير في إرجاع المغرب إلى فلك الدبلوماسية العالمية. ولا يتعلق الأمر هنا فقط بأخطاء الهواة كتلك التي ارتكبها في التعامل مع ملف أميناتو حيدر و مصطفى سلمى ولد سيدي مولود أو قضية اكديم إيزيك، لكن هناك أيضا هشاشة واضحة في تتبع اتفاقيات التبادل الحر المبرمة و التي رافقتها ضجة إعلامية كبيرة.بما في ذلك، تلك التي أبرمت مع الولايات المتحدة الأمريكية. صحيح أن الطيب الفاسي الفهري كان «مهندس» هذه الاتفاقيات، لكن بأي مقابل؟ على المستوى الاقتصادي، لم يسجل أي تغيير ملموس على الصادرات أو على الميزان التجاري. هذا الوزير فقد مصداقيته بشكل كبير عندما أعلن أنه سيراجع علاقاته الدبلوماسية مع اسبانيا بعد الحملة التشويهية التي قادتها ضد المغرب ليتناسى فجأة قراره هذا و يفتح ذراعيه للجارة دون حتى أن تتكرم مدريد و تقدم اعتذارا بشأن ما حدث.
عبد الواحد الراضي : رئيس مجلس النواب
هل نصنع من القديم الجديد؟ وحده الاتحاد الاشتراكي كفيل بالإجابة, فهذا الحزب حاول جاهدا ترقيع نفسه. و بعد محمد اليازغي، اختار الاشتراكيون عبد الواحد الراضي لزعامة الحزب و ما أسوأ هذا الاختيار! فالأمين العام يقول ما لا يفعل إذا لم نقل إنه يفعل تماما عكس ما يقول. و خلال آخر مؤتمر للاتحاد الاشتراكي، عبر الراضي عن رفضه الشديد لتقلد أي منصب وزاري و قبل حتى أن يجف ريقه تأبط الراضي حقيبة العدل، ولأن هذه الحقيبة كانت أثقل من أن يستطيع حملها، تم إعفاؤه من هذا المنصب بعد عام واحد ليجد نفسه، و في خرق واضح لمفهوم الديمقراطية، رئيسا لمجلس النواب علما أن الاتحاد الاشتراكي يحل خامسا في البرلمان. لم يصل حزب عبد الرحيم بوعبيد يوما إلى هذا المستوى المتدني، إلا أنه بفضل قيادة عبد الواحد الراضي، انحدر الحزب إلى الهاوية بأداء يفتقر إلى الانسجام و بخطاب يفتقد إلى المصداقية. واليوم، يعترف مناضلو الاتحاد الاشتراكي بأنه إذا كان اليوسفي أجهز على حياة الحزب فإن ابن «القايد» اهتم بمراسيم الدفن. مآل مؤسف لأحد أقدم الأحزاب في المغرب.
جمال أغماني : وزير التشغيل
منذ تعيينه في 2007 وزيرا للتشغيل، تفانى في أداء واجبه لكن بمعاييره الخاصة معايير «المقربون أولى». اضطر هذا الرجل الاتحادي إلى قلب معطفه لكي يعين كاتبا عاما استقلاليا والسبب إرضاء وزيرة الصحة. لم يكن يحلم هذا المناضل في الشبيبة الاتحادية بالوزارة يوما. في يونيو 2007، تغيرت حياته رأسا على عقب و فتحت له جميع الأبواب كما أنه لم يتوان في استغلال جميع الامتيازات التي خولها له منصبه. و لقد أظهرت قضية سيارات الخدمة الفارهة التي كان يجلبها على حساب الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي تعطش هذا الرجل للسلطة. لم يضيع فرصة لتوظيف مقربيه و معارفه لدرجة لم يعد يفرق فيها أغماني بين التزاماته المهنية و بين التزاماته تجاه أقاربه و أصدقائه. ويبقى أكبر ضحية لهذا التبذير هو المواطن العادي ولكي نعطي كل ذي حق حقه فماعدا بعض المبادرات التي أطلقها الوزير و التي مع ذلك لم تر النور كاملة ، فإن هذا المسؤول الحكومي يفتقر إلى الخيال الواسع بشكل مثير للشفقة.
محمد عياد : المدير العام للقناة المغربية الأولى
يرجع الفضل في تعيين محمد عياد و هو عضو سابق في حزب التقدم ولاشتراكية ( الحزب الشيوعي سابقا) على رأس القناة المغربية الأولى إلى الوزير السابق للاتصال و الأمين العام الحالي لحزب التقدم والاشتراكية نبيل بن عبد الله. كان هذا المنصب بمثابة هدية قدمها صديق لصديق كمكافأة على ولائه وتفانيه في العمل. وبهذا نكون بعيدين كل البعد عن مبدأ «الرجل المناسب في المكان المناسب» و بالتالي، عرفت القناة الأولى في عهد السيد عياد تراجعا مهينا أكثر منه مقلقا، لأن هذا الرجل يتشبث بدون هوادة ب«الأساطير الشيوعية». و في خطوة مفاجئة، قرر مؤخرا استرجاع تلك العادة المقيتة لمشاهدة البرامج قبل عرضها. هذا المناضل القديم في حزب التقدم والاشتراكية، قرر بعد الثورة التونسية مباشرة تكليف شخص لمشاهدة البرامج «الحساسة» وإنجاز تقرير عنها قبل عرضها. ممارسات كهذه لم تكن حتى في ظل عهد البصري. و يبدو أن السيد عياد لازال يحن إلى الممارسات البريجنيفية التي سادت في الاتحاد السوفياتي سابقا.
علي فاسي الفهري : مدير المكتب الوطني للكهرباء و رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم
يقال عنه إنه الأكثر كفاءة و الأقل ثرثرة من بين الفهريين. و يبقى أكبر خطأ ارتكبه هذا الرجل هو تكديسه للمناصب دفعة واحدة. يترأس المكتب الوطني للماء الصالح للشرب منذ 9 سنوات، حيث استفاد بشكل كبير من رغبة حكومة عبد الرحمن اليوسفي آنذاك في إيصال الماء الشروب لكل القرى. في 2008، تولى إدارة المكتب الوطني للكهرباء بغية دمج المكتبين إلا أنه عوض تحذير السلطات من مخاطر هذه الخطوة، خصوصا على المستوى الإداري و المالي، فضل القبول بهذه المهمة . ويعاب عليه أنه أراد أن يدمج هذين المكتبين دون الأخذ بعين الاعتبار أهم النقابات التي تنشط في بلادنا. أما فيما يخص الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، فلقد ثبت أن تسييرها لحد الآن لا يمكن وصفه إلا بالكارثي. فقد وجد نفسه تائها بين التكتلات المختلفة التي تعرفها الجامعة والممارسات القديمة المعمول بها. و لأنه لم ينجح في فرض نفسه بالشكل المطلوب، اكتفى بمحاولة إرضاء الجميع وهذا ما أفرز لنا منتخبا وطنيا بدون روح و بطولة وطنية أشبه بماراطون لقدماء المحاربين. وضع مزر يتحمل مسؤوليته كاملة السيد علي فاسي الفهري.
خالد الناصيري : وزير الاتصال
إذا كان البعض يلقبه بالخطيب الجيد، فهذا يتعارض بشكل واضح مع الواقع. لأن الخطيب الجيد يتقن فن الحجاج, إلا أن وزيرنا لا يجيد هذه النقطة بالذات. يتوتر لدرجة الهيجان خصوصا عندما يتعلق الأمر بالرد على معارضيه، يبرع في الهجمات المجانية متناسيا أوغافلا بأن دوره أولا و قبل كل شيء هو إقناع العامة بمزايا السياسة الحكومية. هذا الوزير الذي كان عضوا في الحزب الشيوعي سابقا؛ حزب التقدم والاشتراكية حاليا يعتبر أحد أهم مقيدي حرية الصحافة و التعبير بشكل عام.
لن ينسى الصحافيون يوما كيف بقي هذا الرجل مكتوف اليدين لكي لا يتم إخراج قانون جديد للصحافة من دواليب الأمانة العامة للحكومة. و لقد تبين أن الحوار الذي رعته وزارة الاتصال حول «الإعلام والمجتمع» كان فاشلا بجميع المقاييس. وبعيدا عن الصحافة، أبان السيد الوزير عن انعدام الكفاءة والمهنية المطلوبة, خصوصا عندما يتعلق الأمر بالتحاور بشأن القضايا الحساسة في البلاد وبالتحديد قضية الصحراء المغربية. وتبقى الهجمات الإعلامية التي يشنها على أعداء الوحدة الوطنية أكبر دليل على الخلل الذي يشكو منه في التواصل والذي يتجسد بوضوح في عدم قدرته على النقاش بعيدا عن تلك النقاشات الفارغة بشكل يقنع الجميع بمن فيهم حلفاء المملكة بقضية المغاربة الأولى و هي الصحراء المغربية.
إدريس اليازمي : رئيس مجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج
لا يوجد شيء أسوأ من يساري يقلب معطفه. وباقترابه من دوائر السلطة ، تقوت معركة اليازمي من أجل الديمقراطية و حقوق الإنسان . يستغل منصبه كنائب رئيس الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان. منصب عرف كيف يقايض به المخزن لينال رئاسة مجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج. و بمجرد ما اعتلى هذا المنصب، جمد المبادرات و حول المجلس إلى ممون من الطراز الرفيع منظما مأدبات خصيصة للنساء المهاجرات سواء في فاس أو في مراكش أو في بروكسيل. و كأن الجالية المغربية كلها نساء!
زد على أن ادريس اليازمي يخوض حربا باردة ضد الكاتب العام للمجلس عبد الله بوسوف باعتباره رجعيا و إسلاميا معتدلا؛ و على أي حال معظم ضيوف المجلس يساريون قدامى تفانوا في «إهانة» المملكة أمام سفارات المغرب بأوروبا. اليوم و بعد ثلاث سنوات من تواجد هذا المجلس، يقتصر نشاطه على تنظيم موائد مستديرة شكلية و تمويل دراسات وبحوث لم يسمع عنها أحد.
نجيب العرايشي : المدير العام السابق للعمران
لم يكن أحد يعلم بأن نجيب العرايشي قبل تعيينه على رأس العمران، أمضى ما يزيد على ثلاثين سنة داخل وزارة الإسكان. كان بمثابة جميني كريكيت لتوفيق احجيرة. و منذ دخوله للوزارة في 1976 لم يخرج منها. هذا الخريج من المدرسة المتخصصة في الهندسة بباريس كانت له علاقة حميمية بالاسمنت لكن علاقته كانت أكثر حميمية بمكتبه بالوزارة. تمكن من التسلق بتدرج إلى المناصب الجيدة ذات الرواتب السخية. في 1980، حين ضاق المغرب ذرعا بسكن الصفيح، تم تأسيس الوكالة الوطنية لمكافحة السكن العشوائي. و لم يكن شخصا أكثر كفاءة من العرايشي لترؤس هذه الوكالة. و خلال توليه هذا المنصب، قدم بعض الانجازات التي خولت له بعد ذلك رئاسة العمران في 2007. إلا أن هذه الشركة التي كان المغرب يعول عليها لمحاربة السكن العشوائي لم تجد نفعا و ذلك بسبب خلل واضح في التسيير توضح أكثر مع أحداث العيون، حيث سجل تسيير مشكوك فيه للأراضي و العقار بالأقاليم الصحراوية.
سميرة سيطايل : مديرة الأخبار في القناة الثانية
عايشت في ظرف عشر سنوات ثلاثة مدراء عامين للقناة و بقيت هي بكل ثبات. فهذه المذيعة التي كانت تتلعثم خلال عشرين سنة مضت على القناة الأولى أصبحت اليوم تتمتع بثقة عالية في النفس. و كانت أجمل فترات حياتها هي تلك التي تلت تعيينها كمديرة للأخبار في القناة الثانية و منذ ذاك الوقت و هي تخوض حربا باردة مع الصحفيين و بعض رموز الصحافة الوطنية. تلعب دورا مباشرا و واضحا في إيصال الخبر بل بتعبير أصح في تغييبه و طمسه. و منذ أن تقلدت هذا المنصب، حدث شرخ في الجسم الصحافي للقناة و كممت أفواه الصحافيين و تراجعت البرامج السياسية التي أصبحت أشبه بتلك المشاهد المسرحية الرديئة. يلقبها قدماء القناة ب»قاتلة المواهب» لأنها منذ وصولها للقناة لم يبرز اسم آخر. و اليوم، تشكل سيطايل العقبة الرئيسية التي تعترض وصول الخبر بشكل مهني.
عبد اللطيف حموشي : مدير الإدارة العامة لمراقبة التراب الوطني
يقال عنه إنه يمثل العهد الجديد للاستخبارات المغربية، فمن يكون عبد اللطيف حموشي؟
يعرف حموشي بميزة واحدة وهي إلمامه الكبير و الجيد بجميع الحركات الإسلامية خصوصا جماعة المقاتلين الإسلاميين المغاربة، إلا أننا نحتاج إلى أكثر من هذا المعطى لتسيير إدارة حساسة مثل مديرية مراقبة التراب الوطني .تمكن حموشي من إبهار رؤسائه خلال أحداث 16ماي سنة 2003، انبهار لم يكن الفضل فيه استباقه للأحداث، بل تحليله لما بعد الأحداث، «تحليل» بسيط للوقائع يمكن لأي شخص عادي استنتاجه. و يؤاخذ على هذه الإدارة أنها تعرف، في عهد حموشي، العديد من الاختلالات ترجع بالأساس لاعتياد هذا المسؤول تنفيذ القرارات عوض اتخاذها .
ادريس بن هيمة : المدير العام لشركة لارام
كل ما يمكننا قوله عن مسار إدريس بن هيمة هو أنه «غريب». فأينما حل و ارتحل ...يترك بصمته. يمكننا أن نلقبه بعلاء الدين صاحب البساط السحري بسبب تنقله من منصب إلى آخر دون أي مجهود. في 1978، التحق بالمكتب الشريف للفوسفاط بصفته مهندس استغلال بمنجم سيدي الضاوي. مغامراته داخل مكتب الفوسفاط لم تؤثر سلبا على مساره لأن المهندس المسفيوي استطاع في بضع سنوات أن يحتل منصب مدير تشغيل مركز خريبكة.
بعد تعيين بن هيمة واليا للدار البيضاء من طرف جلالة الملك في يوليوز 2001 ، أصدر قرارا عجيبا قضى بمنع المقاهي من الاستغلال غير المشروع للفضاء العمومي ، الشيء الذي لم يرق لأصحاب المقاهي باعتباره مساسا مباشرا بمصالحهم. وبمجرد ما تولى بن هيمة زمام لارام، بدأت عوارض المرض تظهر على هذه الشركة فتارة هناك مشاحنات مع الطيارين و تارة أخرى هناك هفوات في تسيير الشركة و باختصار، بن هيمة معروف ببراعته المفرطة متناسيا بأن الشيء إذا زاد عن حده انقلب إلى ضده.
نور الدين الصايل : المدير العام للمركز السينمائي المغربي
هذا الرجل المثقف، أستاذ في الفلسفة تألق في السبعينيات، لم يعد سوى شخصية نرجسية تحس باكتفاء ذاتي غريب. تم استدعاؤه من فرنسا في أوائل العام 2000 لتوكل إليه مهمة تسيير القناة الثانية. مهمة عجلت بسقوطه في الهاوية. وبمجرد مباشرته لمهامه على رأس القناة أسس نظاما للمحسوبية و شبكة للمخبرين من داخل القناة لدرجة أصيب فيها الجميع داخل القناة بحمى التجسس ناهيك عن تلك التكتلات المغلقة التي كانت تتطاحن طوال اليوم. أما الصايل فكان منشغلا بقصة حب شيقة مع المقدمة الشابة و التي أصبحت فيما بعد زوجته. زوجة كانت تصول و تجول و تأمر و تنهى في القناة الثانية. وفي وقت قصير، تحول ذلك الرجل الذي استعين به لإخماد الحرائق إلى رجل مهووس بإشعال نيران كادت أن تحصد الأخضر و اليابس في القناة. و لأن مسانديه استوعبوا ما يجري، أزاحوه من القناة الثانية ليرسلوه إلى المركز السينمائي المغربي و هنا مرة أخرى لا داعي لذكر اللائحة الطويلة للشكاوى التي تقدم بها مجموعة من المختصين في المجال السينمائي والمخرجين ويكفي إلقاء نظرة على التقرير الذي أنجزه المجلس الأعلى للحسابات للتحقق من الأضرار الذي تسبب فيها الصايل. و لقد استغل جيدا تعيينه كنائب رئيس المهرجان الدولي للسينما بمراكش لكي ينسج حوله على غرار ما يفعله في المركز السينمائي شبكة من الصحافيين المقربين و المخرجين المرغمين على تلميع صورته كلما دعت الضرورة لذلك.
ياسمينة بادو : وزيرة الصحة
تتأبط ياسمينة بادو أكثر الحقائب الوزارية حساسية و التي يبدو أنها لا تشبه في شيء حقائبها الفاخرة. و مباشرة بعد توليها وزارة الصحة، انفجرت سلسلة من الفضائح المتتالية كان أبرزها انتشار الأدوية المميتة في غياب أي مراقبة تذكر، واضعة بذلك حياة المواطنين في خطر بسبب جشع الصيدليات ومختبرات تصنيع الأدوية.
و في الوقت الذي كان الجميع ينتظر أن تتحرك الوزيرة لاحتواء الأزمة، لم تبد أي اهتمام. أضف إلى هذا استهزاءها من أسئلة البرلمانيين لها بهذا الشأن. و هو ما أشعل فتيل سخط وغضب المغاربة وممثليهم بالبرلمان.
و ينضاف إلى خانة هذه الإخفاقات، الحالة المزرية التي تعيشها معظم مستشفيات البلاد والتردي الواضح للبنية التحتية والتجهيزات، ناهيك عن خدمة المستعجلات التي أضحت تهدد حياة المرضى عوض إنقاذهم.
حفيظ بنهاشم : المندوب العام لإدارة السجون
أثار الانتباه حوله منذ توليه مهامه كمندوب عام لإدارة السجون. بصفته مديرا سابقا للأمن الوطني، و تلميذا من تلامذة ادريس البصري، لقي صعوبة في التخلص من عاداته القديمة إذ يبدو أنه لم يتعود بعد على المفهوم الجديد للسلطة كما يبتغيها الملك .صرامته المفرطة في إدارة السجون مثيرة الجدل، يمنع العاملات بالسجون من ارتداء الحجاب و يدقق في البحث عن عائلات بعض السجناء خصوصا السلفيين، و ذلك في تصرف لا يتماشى مع التسيير الدبلوماسي العصري ولا مع التدبير العقلاني للملفات المهمة والحساسة. رجل لا يتمالك نوبات غضبه أمام الملأ.
وغداة صدور روبورطاج في أسبوعية «أوال» يسرد وضعية السجينات بالمغرب والتعسف اللاأخلاقي الذي يلقينه، بعث السيد المندوب العام ببيان حقيقة للأسبوعية ينفي فيه كل ما كتب. ولم يقف السيد بنهاشم عند هذا الحد فقد تمادى ليطالب السلطات القضائية بالتحقق مما نشر، أي أن السيد المندوب العام يستغل وضعه كمسؤول في الدولة ليلجم الصحافة المستقلة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.