كبدت العواصف الرعدية المصحوبة بالبرد التي شهدتها معظم مناطق عمالة مكناس وعمالة إقليم الحاجب منذ يوم الأربعاء الأخير، فلاحي هضبة سايس خسائر مادية جسيمة تراوحت مبالغها المالية بين 200 و400 مليون درهم حسب تقديرات المسؤولين بمندوبيتي وزارة الفلاحة بمكناس والحاجب، كما تراوحت نسبة الأضرار التي همت المساحات المزروعة بالحبوب والقطاني والمساحات المغروسة بأشجار الزيتون والورديات بين 20 و٪80. وسيفقد عمال القطاع الفلاحي بسبب هذه الأضرار، ما يناهز 900 يوم عمل. وحددت مصالح المندوبيتين الإقليميتينبمكناس والحاجب إلى حدود بعد منتصف يوم أول أمس السبت، المساحات المتضررة في 15000 هكتار بتراب عمالة مكناس و10000 هكتار بتراب عمالة إقليم الحاجب. فبعمالة مكناس همت الخسائر التي تراوحت نسبتها بين 20 و٪80 الجماعات القروية لآيت ولال وعين عرمة ومجاط والمهايا وواد الجديدة. ومست الخسائر 6000 هكتار من الحبوب و4000 من القطاني و2000 هكتار من أشجار الزيتون و3000 هكتار من الأشجار المثمرة. وبعمالة إقليم الحاجب، همت الخسائر المسجلة التي تراوحت نسبتها بين 20 و٪100 معظم الجماعات القروية بدائرتي تاوجطات واكوراي : جماعة آيت ولال بطيط، جماعة آيت بوبيدمان، سبع عيون، راس جيري، سبت جحجوح، وآيت يعزم. وإذا كانت النكبة التي أصابت فلاحي هضبة سايس لا تزال جلية بمختلف حقول الحبوب والقطاني والبرسيم، إضافة إلى المساحات المغروسة بأشجار الزيتون والورديات باختلاف أنواعها على امتداد النفوذ الترابي لعمالة مكناس وعمالة إقليم الحاجب، فإن آثارها النفسية والمادية عكستها بمرارة عميقة تدخلات الفلاحين خلال الاجتماع المنظم بعد زوال أول أمس السبت بمقر غرفة الفلاحة بمكناس والحاجب بحضور رئيس الغرفة وأعضاء مكتبها إضافة إلى المندوبين الإقليميين لوزارة الفلاحة بمكناس والحاجب، إذ لم يكن ضروريا أن تعكس المشاهدة بالعين المجردة فداحة الكارثة التي ألمت بالفلاحين، حيث كانت الصورة المأساوية التي رسمتها بعمق ووضوح تدخلات الفلاحين البسطاء الذين كانوا يعقدون آمالا عريضة على ما سيجنونه من حقولهم وبساتينهم ومزارعهم، لولا أن غضب الطبيعة حطم هذه الآمال والأحلام، وحولها إلى كوابيس سنوات الجفاف وما ترتب عنها من مآس في غياب التدخل الحكومي الناجع للتخفيف من التداعيات المؤلمة التي مست القطاع الفلاحي، الذي يعتبر من بين أهم الركائز الأساسية للاقتصاد الوطني.