بعدما قطعوا تسعين كيلومترا مشيا على الأقدام، طيلة أسبوع كامل، في اتجاه العاصمة الرباط، تحدوا خلالها قساوة الطبيعة، وتعرضوا أثناءها لتدخل السلطات الأمنية بميدلت، نجح عامل الإقليم في إقناع محتجي آيت تدارت بالحوار. وقد خلص الاجتماع المطول الذي جمع السلطات المحلية والإقليمية وممثلين عن المحتجين، بعودة هؤلاء من حيث أتوا، مقابل الالتزام بخلق لجنة للانكباب على دراسة ملف آبار، قال المحتجون إنها تحدث أضرارا بمواردهم المائية، حيث اتفق الطرفان خلال الاجتماع الذي ترأسه العامل، على أن يتم العمل خلال أجل لا يتعدى الأسبوعين بإحصاء الآبار التي تخالف القوانين وإعمال الإجراءات الضرورية في حقها. وكانت آبار قام بحفرها عشوائيا أحد المستثمرين الفلاحيين بالمنطقة بشكل مناف للقوانين وأعراف الجماعة السلالية، أدت إلى نضوب مياه العيون التي يعتمد عليها سكان المنطقة بشكل كامل لري مزروعاتهم المعيشية، وهو ما دفع بهؤلاء إلى تنظيم مسيرة في اتجاه العاصمة الرباط للمطالبة بإنقاذ منطقة تادارت بقيادة أوتربات من الموت عطشا. وقد حاولت سلطات العمالة توقيفها بكل الوسائل، لكن بدون جدوى بعدما أصر القرويون على مواصلة التحرك إلى حين الاستجابة لملفهم المطلبي الذي تضمن نقطة وحيدة هي ردم الآبار التسع دون قيد أو شرط، باعتبار ذلك مسألة حياة أو موت بالنسبة لسكان الدوار ككل.