أمام خيمة منصوبة قبالة المسجد الأعظم بساحة بئر أنزران بالمدينة العتيقة بقصبة تادلة، اصطف صباح الأحد الماضي عشرات المعوزين ممن يعيشون في وضعية الفقر والهشاشة من أرامل ومسنين ذكورا وإناثا لتسلم ما يزيد عن 120 قفة من المساعدات الغذائية. فقراء المدينة العتيقة بقصبة تادلة استحسنوا هذه المبادرة الإنسانية التضامنية التي أقدمت عليها جمعية المدينة القديمة للتنمية والتعاون بشراكة مع الفرع الجهوي لجهة تادلة أزيلال للجمعية المغربية لوقاية الفم والأسنان فرع جهة تادلة أزيلال. إمام الربيعي رئيس جمعية المدينة القديمة قال للجريدة إن هذه المبادرة الإنسانية الرمزية تندرج في إطار أنشطة الجمعية التي تروم المساهمة في النهوض بأوضاع سكان المدينة القديمة التي طالها التهميش لعدة عقود والتي تعاني غالبيتها من أوضاع اجتماعية مزرية متسمة بتفشي الهشاشة والفقر والإقصاء الإجتماعي في أوساطها. وأضاف رئيس الجمعية بأنه على المسؤولين بالمدينة أن يعوا أن الإهتمام بالجانب السياحي فقط من خلال ترميم القصبة الإسماعلية غير كاف للنهوض بأوضاع ساكنة المدينة العتيقة الإجتماعية، بل يجب التوفر على تصور متكامل لرد الإعتبار للمدينة العتيقة وخلق رواج تجاري بها وأنشطة مدرة للدخل على غرار ما هو موجود بالعديد من المدن العتيقة. من جهتها أشارت رئيسة الفرع الجهوي للجمعية المغربية لوقاية الفم والأسنان نوال الربيعي أن مساهمة جمعيتها في هذه المبادرة الإنسانية بشراكة مع جمعية تادلة القديمة للتنمية والتعاون، ليست الأولى من نوعها بل سبقتها عدة عمليات كالحملة التحسيسية للأطفال وتوزيع الفرشاة ومعجون الأسنان والجوائز لفائدة 150 طفلا بالمدينة القديمة. وأضافت أنها باعتبارها إبنة المدينة العتيقة تضع نفسها رهن أشارة كل مبادرة إنسانية تخدم الطبقات المعوزة والمحرومة وأنها مستعدة لتوسيع مثل هذه المبادرات لتشمل أكبر عدد من ساكنة المدينة العتيقة الذين يعيشون أوضاع الهشاشة والفقر. وفي سياق متصل، لاحظ كل من حضر هذه المبادرة التضامنية كثرة الوافدين من المعوزين الذين فاق عددهم بكثير عدد حصص المساعدات الغذائية. مما يؤشر على تفاقم مظاهر الفقر والهشاشة بالمدينة العتيقة.