في موقف عدائي كعادة النظام السياسي الجزائري، قال الرئيس٬ عبد المجيد تبون، في حوار صحفي أجرته صحيفة "لوبوان" الفرنسية، إن الحدود البرية بين المغرب والجزائر لن تفتح وستبقى مغلقة. وقال إن "الحدود البرية بين البلدين ستبقى كما هي عليه"، معللا قراره ب"مهاجمة" المغرب للجزائر، قائلا: " لايمكن فتح الحدود مع جار يهاجمك". وفي رده عن سؤال حو احتمال وقوع حرب في المنطقة، قال تبون إن بلاده "لن تهاجم جيرانها أبدا، لكنها سترد حال تعرضت للهجوم"، في إشارة إلى المغرب. وأوضح في هذا الصدد بالقول: "لن نهاجم جيراننا أبدًا، سوف نرد إذا تعرضنا للهجوم. لكني أشك في أن المغرب سيحاول ذلك، خاصة فميزان القوى على ما هو عليه". ولدى رده على أسئلة بشأن عمليات توقيف مسّت منتسبين لما يسمى ب "الحراك الشعبي"، قال الرئيس تبون، إنه لن يستعمل مجددا مصطلح "الحراك"، لأن الأمور تغيّرت، حسبه، مشددا على أن الحراك الوحيد الذي يؤمن به، هو "الحراك الأصيل والمبارك الذي كان عفويا وجمع ملايين الجزائريين في الشارع". وراح تبون يسرد أمام مُحاوِرَيْه، كيف أنه مدّ يده للجميع بعد توليه كرسي الرئاسة، حيث قال إنه عيّن في أولى حكومة له 5 وزراء من الحراك، قال إن بعضهم كانوا يهاجمونه في المسيرات، قبل أن ينتقل إلى مرحلة إطلاق سراح الموقوفين والسجناء، حيث تم الإفراج عن قرابة 120 شخص، لكن رغم ذلك، استمر التهييج والتهجم والتحريض. وشدّد تبون على وجوب تفادي اعتبار جنوح السلطات للتهدئة على أنه مظهر من مظاهر الضعف وقلّة الحيلة، مضيفا بأن من لا يزالوا في المسيرات هم أقلية يريدون فرض منطقهم على الأغلبية، مشيرا إلى أن عشرة ملايين جزائري شاركوا في الانتخابات الرئاسية. واستمر تبون في مهاجمة المشاركين في الحراك الشعبي، حيث قال إن "كل الجزائريين لديهم الحق في التعبير وأرفض احتكار الكلمة وممارسة الديكتاتورية من طرف أقلية"، قبل أن يضيف بالقول، إن تلك الأقلية هي التي فضّلت مقاطعة الانتخابات الرئاسية. وراح الرئيس تبون يضرب مثالا على أن ما تشهده شوارع العاصمة من مظاهرات لبضعة آلاف، مختلف كثيرا عن المسيرات التي كانت تعجّ بها شوارع كل المدن والولايات قبل سنتين، مركزا على أن الملاحظ اليوم في "ما تبقى من حراك، هو وجود فئة من الإسلاميين ينادون بقيام دولة إسلامية، فيما يرفع آخرون شعار "لا للإسلام"، مضيفا بأن هذه المظاهر مختلفة كثيرا عما كان عليه الحراك الأصيل. على حد تعبيره.