تداول حقوقيون ونشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، ما وصفوه ب"فضيحة حقوقية بإسبانيا"، عبارة عن مقطع فيديو مدته الزمنية 4 دقائق، قالوا معلقين عليه، إنه يوثق للحظة " لاعتداءات الحرس الاسباني على قاصرين مغاربة في مركز إيواء القاصرين بالجارة الشمالية للمغرب". الفيديو الذي لم يتسن التأكد من صحته، يعيد إلى الواجهة الإعلامية، حقائق صادمة عن الوضعية المهينة للكرامة الإنسانية التي يعيشها آلاف القاصرين المغاربة غير المصحوبين في إسبانيا، ويأتي كذلك، عشية الضجة الكبيرة التي أثارها في وقت سابق مقطع فيديو مماثل مسجل، وثق للحظة الوفاة المأساوية لما وصف ساعتها ب"جورج فلويد" في نسخته المغربية، إلياس طاهري، زوال فاتح يوليوز 2019، في مركز لإيواء القاصرين بإسبانيا على يد 6 حراس أمن. وعلى إثر تداول هذا الفيديو، سارعت جمعيات حقوقية مغربية، لإدانته بشدة، نظرا لما احتواه من "أفعال مشينة لحقوق الأطفال وحقوق الانسان"، مطالبة "الجهات الرسمية في وزارة الخارجية المغربية، بفتح تحقيق في الواقعة مع السلطات الاسبانية". ومطالبة أيضا "الجمعيات الحقوقية المغربية بالخارج التحرك لمعرفة ما حدث". يشار إلى أن تقريرا حقوقيا أصدرته "مؤسسة جذور" تهتم بقضايا الطفولة بإسبانيا، تحت عنوان: "العنف المؤسساتي في نظام حماية الطفولة"، كشفت فيه "أن المهاجرين القاصرين المغاربة غير المصحوبين بالجارة الشمالية هم أكثر الأجانب عرضة للإهانة والتنكيل وسوء المعاملة والضرب والسب والشتم في مراكز الإيواء الإسبانية لأسباب مرتبطة بالبلد الأصلي أو العرق أو الدين". وقالت أيضا في تقريرها إن "القاصرين المغاربة، يُمنعون من الدفاع عن أنفسهم قانونيا أمام المؤسسات المعنية، مما يجعلهم يعيشون تحت ظروف جد قاسية". يذكر أيضا أن 7 آلاف قاصر مغربي يعيشون في مختلف مراكز الإيواء والاحتجاز وشوارع إسبانيا من أصل 13 ألف قاصر أجنبي غير مصحوب، مما يجعلهم يمثلون 70 في المائة من هذه الفئة الاجتماعية الهشة. وأوضح التقرير الحقوقي، لذات المؤسسة، "أنها قدمت المساعد منذ يناير 2016 إلى 537 طفلا/ة ومراهقا/ة غير مصحوب أجنبي ممن تعرضوا لنوع من انتهاك الحقوق من قبل مختلف الإدارات العمومية الإسبانية، كما أن 349 قاصرا من أصل 537 أشاروا إلى أن حقوقهم انتُهِكت تحت وصاية أو حماية مراكز أو إقامات أو شقق إيواء تابعة لجهة مدريد. كما رصد التقرير نفسه، "50 حادث عنف واعتداء جسدي ونفسي ما بين أكتوبر 2016 ويونيو 2020، في حق 55 طفلا وطفلة ومراهقا، على يد حراس الأمن أو المربين أو العناصر الأمنية في مراكز الإيواء في جهة مدريد. وأغلب ضحايا هذه العنف الجسدي والنفسي أطفال مغاربة، ويتعلق الأمر بأطفال وطفلات تتراوح أعمارهم ما بين 12 و17 عاما، أغلبهم من المراهقين الذكور، الذين وصلوا إلى إسبانيا وينحدرون من المغرب، وبمعدلات أقل المنحدرين من غينيا والجزائر وغامبيا وجمهورية الدومنيكان والكاميرون".