جمع تقرير حصيلة لما توصل إليه العلماء عن فيروس كورونا بعد مرور 5 أشهر على ظهوره، ورأى فيما يجري، "إذلالا للبشرية من قبل خصم متواضع جدا". وذكر التقرير الذي نشرته صحيفة "الغارديان"، أن جائحة "كوفيد – 19″، اغرقت العالم في فوضى حقيقية، وتوطنت في غضون أشهر قليلة في عشرات البلدان واودت بحياة ما يزيد عن 100000 شخص، ولم يتوقف انتشارها. هذا ما فعله فيروس كورونا الذي هو كرة "مشوكة" من المواد الوراثية المغلفة بالمواد الكيميائية الدهنية التي لا يتعدى قطرها 80 مليار جزء من المتر الواحد. وعن المصدر المحتمل للفيروس التاجي الجديد، يقول عالم الفيروسات إدوارد هولمز من جامعة سيدني: "من المحتمل أن يكون هذا الفيروس قد انتقل من الخفافيش إلى حيوان آخر، اتصل به شخص في وقت لاحق، ربما حصل ذلك في السوق. وانتقلت العدوى إلى إنسان، وهو بدوره مررها بعد ذلك لشخص آخر، ونتيجة لذلك أصبحت هناك جائحة". ويشرح باختصار الأستاذ في علم الفيروسات، جوناثان بول، من جامعة نوتنغهام، طريقة انتقال العدوى بقوله: "يحتوي الفيروس على بروتين جاهز لوقف عمل الخلايا العصبية الحساسة، وإدخال حمضه النووي في الخلية". ويسارع الحمض النووي الريبي للفيروس التاجي بمجرد الدخول بعمل عدة نسخ من الفيروس، تخرج من الخلية وتنتشر العدوى، وتهرع الأجسام المضادة المنتجة من قبل جهاز المناعة البشري لاستهداف الفيروس، وفي معظم الحالات توقف انتشاره. جوناثان بول يلفت إلى أن عدوى "كوفيد -19" في العادة تكون غير مرئية، "وهذا هو سر نجاح الفيروس، ولا يشك العديد من الناس في أنهم مصابون بالعدوى، لذلك يذهبون إلى العمل وإلى المحلات التجارية ويصيبون الآخرين". وعلى النقيض من "كوفيد – 19″، يقتل السارس، وهو من الفيروسات التاجية أيضا، بشكل مؤلم للغاية، حوالي واحد من كل 10 أشخاص مصابين. ويشير الأكاديمي المتخصص في الفيروسات إلى أن المشاكل الخطيرة تبدأ حين يتحرك فيروس كورونا أسفل القصبة الهوائية ويصيب الرئتين، التي لا تزال غنية بالخلايا العصبية الحساسة. وفي مثل هذه الحالات، قد يحتاج المرضى إلى العلاج في غرف الإنعاش. والأسوأ من ذلك، يحدث في بعض الحالات عطب في جهاز المناعة البشري بسبب زيادة الحمل، وبدلا من حماية الأعضاء البشرية، يهاجمها ويدمرها. ويسمى ذلك، "عاصفة السيتوكين". هذه العملية لا تزال غامضة، ولا يعرف سبب حدوث عواصف السيتوكين لدى بعض الأشخاص فقط، وليس لدى الغالبية العظمى من المصابين. وبشأن مدى ديمومة المناعة المكتسبة، يقول عالم الفيروسات، مايك سكينر، من جامعة إمبريال كوليدج في لندن: "من الواضح أن الاستجابة المناعية لكوفيد – 19، لدى الأشخاص المصابين تتزايد.. لكنها من غير المرجح أن تبقى مدى الحياة". ويعتقد معظم علماء الفيروسات أن المناعة ضد الفيروس التاجي الجديد (كورونا)، تتواصل لمدة عام أو عامين فقط.