على إيقاعات مُتقنة تجولت جماهير موازين بين شوارع غرناطة، قرطبة وقاديس، معالمها، حواريها الضيقة، في سفر فني أعاد مد جسور التواصل بين ضفتي الأندلس. "أولي أولي" تعالت الصيحات وتوالت الأغنيات، وترى "الأمير" متنقلا بين الغيتار والعود وآلة البوزوكي التركية، في تفاعل خيالي وحرفية عالية. هذه الجذبة الموسيقية المتفردة لم تكن لتبلغ أوجها لولا حضور مطربة الفلامينكو إيفا دوران، مع صوتها الجهوري المدوي، تراقصت جدران فضاء شالة الأثري، وكأنها تقتنص لحظات فرح لن تتكرر. "غران أهيلا" "سوليا بور بولرياس" كومو بيدا ميا" "أندلسيا خيريس" أو "نويبي غيتاراس"، توليفة من أغان تقليدية إسبانية تحتفي بمعان الوجد والفراق، الحياة والوطن والأرض. وتخليدا لحضوره في موازين، أدى الأمير رفقة إيفا والعازف كيكي طيرون، أغنية "بنت الشلبية" حملت رسائل حب "زريابية" لشمال إفريقيا وبلاد فارس. أمير حداد الذي سبق وأن أحيى حفلات في المغرب، أعرب عن سعادته بالمشاركة في مهرجان عالمي كموازين. وهو عازف بارع على الغيتار والعود وآلة البوزوكي التركية والساز. وولد أمير حداد بألمانيا سنة 1975 من أم كولومبية، قبل أن ينتقل للعيش في إسبانيا، حيث تشبع بحب الفلامينكو والتعابير الغنائية الإسبانية. وعلى غرار الدورات السابقة، يعد مهرجان موازين – إيقاعات العالم (من 22 إلى 30 يونيو) في دورته السابعة عشرة أن يجعل من مدينتي الرباط وسلا، محطة لقاء واحتفال ومتعة، يتقاسم فيها الجمهور المولع بالموسيقى والفنانين ضيوف المهرجان، لحظات تعكس أسمى قيم الانفتاح والتسامح والسلام التي تتعتبر خيارا أساسيا للمهرجان واعتمدها كشعار له منذ انطلاقته.