كانت الليلة الرابعة من فعاليات مهرجان موازين إيقاعات العالم في نسخته السابعة عشر عنوانا بارزا للروح الموسيقية المتعددة جسدها حفل أمير جون حداد الملقب ب»الأمير». فقد أبدع «الأمير»، الذي تشبع بحب الفلامينكو والتعابير الغنائية الإسبانية، نغمات أصيلة متفردة تحمل عبق التاريخ والحضارات، متنقلا بين القيتارة والعود وآلة البوزوكي التركية ألهبت حماس جمهور فضاء شالة الأثري المشرف على نهر أبي رقراق. فقد منح الفنان أمير جون حداد والعازف كيكي طيرون ومطربة الفلامينكو إيفا دوران، بصوتها الجهوري جمهور فضاء شالة الأثري فرجة استثنائية عبر توليفة من أغان تقليدية إسبانية تحتفي بمعان الوجد والفراق، الحياة والوطن والأرض. مساء يوم الاثنين كان الحدث مختلفا بالمسرح الوطني محمد الخامس، فقد حول عازف القيتار الأرجنتيني فيرناندو بابلو إيكوزكو خشبة إلى فضاء للفرح الجماعي والمتعة الراقية، ملأت جميع الجنبات بعشاق من جميع الأعمار. الجميع يتابع ويتملى هذا الفنان الذي كان محفوفا بثنائي قدم عرضا احترافيا في الرقص على أنغام التانغو والذين أبدعوا مقطوعات امتزج فيه التانغو الكلاسيكي والميلونغا والإلكترو تانغو بشكل رائع. بينما هناك بمنصة النهضة، حول كل من الفنان المصري محمد حماقي ومواطنته الفنانة بوسي مكان العرض إلى فضاء للرومانسية الفاتنة والإيقاع الراقص انتهى بمشاركة الفنانان في دويتو ساحر يحمل عنوان «أم الدنيا»، تفاعل معه الجمهور بحماسة. فقد تمكن الفنان المصري محمد حماقي ومواطنته الفنانة بوسي من جلب عدد كبير من محبيهما الذين تفاعلوا بكثير من الحماسة مع مجموعة من الأغاني الإيقاعية بامتياز. وبالمنصة الإفريقية، تابع الحضور بأبي رقراق إيقاعات من نوع خاص، موسيقى ورقص وتراث إفريقي أصيل لفرقة «تشيغي» والفنان الجامايكي «كرونيكس». فمنذ البداية أبهر الثنائي «تشيغي» المكون من الفنانين فاتي وداكو بأداء فني مذهل أمتع جمهور الفن الافريقي الذي تابعهما رقصا بحب وسخاء وتقدير. فمرة أخرى لم يخلف عشاق الموسيقى العالمية الموعد، فقد جاء يوم الاثنين أقوى وأجمل وأكثر تأثيرا فضاء السويسي حيث حج آلاف الشباب من مدينة الرباطوسلا و المدن المجاورة لها عشاق النجمين العالميين «نيسكا» و»دامسو». بالمنصة الدولية السويسي، نجح كل من الفنان الفرنسي نيسكا والبلجيكي دامسو، في تقديم حفل يجمع بين الغناء والرقص، جعلت كل الحضور مبهورا بما يقدم من لوحات راقصة قوية مبهرة محولان منصة السويسي إلى فضاء مفتوح للغناء والرقص على إيقاعات موسيقى «الراب». واحتفلت منصة سلا في ليلتها الرابعة كالعادة بالفنانين المغاربة، الذين ألهبوا الجمهور بعروض رائعة، فقد نجح كل من لحسين آيت باعمران، وعزيز المغربي، وزكرياء الغفولي، في إمتاع جمهور المنصة المغربية بسلا، بسهرة فنية متميزة غلبت عليها أنماط الموسيقى الشبابية والشعبية والأمازيغية. وفي رابع يوميات «موازين – إيقاعات العالم»، عاشت الشوارع الرئيسية بمدينة الرباط على إيقاع عروض فنية استمتعت بها ساكنة المدينة وزوارها بأجوائها البهيجة جعلت من العاصمة فضاء لاحتفالات ملونة وفنون شعبية غنية ورقصات وأنغام. فقد رقصت مدينة الرباط على إيقاعات عروض الشوارع. إذ استمتع الحضور بعروض شيقة مع المجموعات والفرق المغربية مع عروض «تايمينغ بويز»، الفرقة التي جمعت أزيد من عشر قارقي الطبول الذي أطربوا متتبعيهم بأنغام السامبا والهيب هوب والسالسا والهاوس والشعبي، وذلك إلى جانب «فرقة سوليي، المتألفة من متخصصين في الأكروبات وممن يتقنون فن المشي على السيقان الطويلة، كلهم استفادوا من تكوين في المدرسة الوطنية لسيرك شمسي. ومهرجان موازين إيقاعات العالم في دورته ال17 يقدم برمجة غنية ومتنوعة من الموسيقى المغربية والشرقية والغربية، على مختلف المنصات التي تنصب خصيصا لهذا الموعد الفني الكبير الذي تعيش على وقعه مدينتي الرباطوسلا كل سنة. ويحرص المهرجان على استقطاب ألمع وأهم الفنانين عبر العالم، وأن يظل وفيا للشعار الذي رفعه منذ انطلاقه في سنة 2001 من قبل جمعية مغرب الثقافات ، وهو الشعار الذي يروم تكريس الانفتاح على كل الثقافات من خلال الألوان الموسيقية، وتكريس قيم التسامح والتعايش والسلام.