انتقد مسؤولون بالاتحاد الأوروبي تركيا بشدة لاتهامها ألمانياوهولندا بالفاشية، وقالوا إن هذه الاتهامات تبعد أنقرة عن مسعاها للانضمام للاتحاد، رغم ذلك واصل أردوغان تنديده بذهنية فاشية سارية في أوروبا. أعرب رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر عن "صدمته" أمس الأربعاء إزاء تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي اتهم فيها هولنداوألمانيا ب "النازية"، معتبرا أنها لا تتلاءم مع طموحات أنقرة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. من جهته قال رئيس المجلس الأوروبي، دونالد توسك، إنه لا يمكن لأحد أن يقارن بين الأحداث في روتردام والحقبة النازية في حين أن المدينة "دمرت" من قبل النازيين. وقال دونالد توسك رئيس المجلس الأوروبي أمام البرلمان الأوروبي إن "روتردام… دمرها النازيون تماما ورئيس بلديتها الحالي من مواليد المغرب: إذا رأى أحد فاشية في هولندا فهو منفصل تماما عن الواقع". وخلال النقاش جدد بعض المشرعين الدعوات لإنهاء مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي رسميا. وقال زعيم كتلة النواب الأوروبيين الليبراليين في البرلمان الأوروبي غي فرهوشتات، إن من الملائم أن ندين ما يحصل في تركيا، لكن "فلنتحل بالنزاهة، حضرة السيدين توسك ويونكر، من الضروري تجميد مفاوضات الانضمام الآن". هل وصلت العلاقات التركية الأوروبية إلى طريق مسدود؟ ورغم التوتر، اعتبرت وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون دير لاين في مقابلة مع وكالة فرانس برس أن تركيا يجب أن تبقى ضمن حلف شمال الأطلسي لكنها أشارت إلى أن على الحلفاء ألا "يتخلوا" مع ذلك عن المعارضين للسلطات التركية. إلا أن وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير ألمح إلى جدية حكومة بلاده في تهديدها بإمكانية فرض حظر سفر بالنسبة للساسة الأتراك، وقال: "إذا دعت الضرورة، سيتم التحرك في ألمانيا". ورغم الإدانات الصادرة عن الاتحاد الأوروبي واصل الرئيس التركي اليوم التصعيد الأزمة مع أوروبا، وندد بما اسماها ذهنية "فاشية" سارية في القارة. وحمل هولندا مسؤولية مجزرة سريبرينيتسا التي وقعت عام 1995. كما وجه أردوغان نفسه بإلغاء اتفاقية الشراكة مع مدينة روتردام من جانب واحد، وقال "من المستحيل بالنسبة لنا أن يكون هناك توأمة مع مدن لمثل هؤلاء الناس"، حسبما أفادت وكالة أنباء دوغان التركية الخاصة اليوم. من ناحية أخرى شنت عملية قرصنة واسعة النطاق لحسابات تويتر قام بها قراصنة يشتبه بأنهم أتراك عبر نشرهم رسالة تتضمن اتهاماته لألمانياوهولندا بإتباع ممارسات "نازية". وطالت عملية القرصنة عدة حسابات على تويتر لهيئات دولية ورسمية ومنها حساب "منظمة العفو الدولية" ووزارة الاقتصاد الفرنسية و حتى هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" في أمريكا الشمالية وكذلك حساب البرلمان الأوروبي. وفي أقل من 140 حرفا ومع صليب معقوف نشر القراصنة رسالتهم التي تتضمن التصريحات النارية التي استخدمها المسؤولون الأتراك وفي مقدمهم أردوغان. والرسالة التالية تضمنت تسجيل فيديو فيه مقاطع من خطب أردوغان. وقال ناطق بإسم تويتر "نحن مدركون للمشكلة التي حصلت هذا الصباح وطالت عدة حسابات، لقد حددنا المصدر سريعا".