هل تسعى العدالة والتنمية مجددا للركوب على فاجعة وفاة أحد أعضاء الحزب بالراشيدية وإبنه، وتحويلها لقضية «اغتيال» تستهدف الحزب؟ تفاصيل القضية التي حركتها خلايا الحزب الفيسبوكية، وحولتها لقضية سياسية بامتياز، حتى قبل أن تتضح معالم الحادثة، بدأت بعد أن عثر مواطنون بمنطقة «قصر أولاد الزهرة» إقليم الراشيدية، يوم الجمعة الماضي، على جثة أحد أعضاء حزب العدالة والتنمية وابنه غارقين بإحدى «سواقي» المنطقة. و ذكرت مصادر محلية أنه تم العثور على جثة الحبيب الشاوي، وهو عضو بالكتابة المحلية على بعد 10 كلم من مقر سكناه بدوار قصر «أولاد الزهرة» جماعة عرب الصباح، دائرة أرفود إقليم الراشيدية. وفي اليوم نفسه، تم العثور على جثة ابنه، البالغ من العمر 14 سنة، غارقة بالساقية ذاتها. وحتى قبل أن تباشر التحقيقات في القضية، شكك مسؤولو العدالة و التنمية بأرفود في كون وفاة عضو الحزب وابنه «جريمة، ولإخفاء معالمها تم رمي الجثتين في «الساقية»، خاصة وأن جثة الأب بها آثار للضرب بآلة حادة على مستوى الرأس». وعكس ماتم الترويج له، مصادر مقربة من التحقيق، ذكرت أن المعطيات المتورفة تتمثل في العثور على عضو الحزب غريقا بالساقية، على بعد 6 كلمترات من مكان وجود دراجته، بكامل ملابسه، قبل العثور على إبنه وهو يرتدي «شورت» السباحة، حيث بينت المعاينات أن الإبن غرق في الساقية التي يبلغ عمقها حوالي 70 سنتمترا، لتجرفه المياه المتحركة، وفي محاولة الأب لإنقاذه، جرفه الماء ليصاب جراء اصطدامه بجنبات الساقية الحديدية. ذات المصادر نفت، ماروجت له الكتابة الإقليمية لحزب العدالة والتنمية بالراشيدية، وخلاياها الفيسبوكية، من كون الضحية تعرض للقتل من خلال الضربات التي عوينت على رأسه، وذكرت أن التشريح بين أن لاوجود لأي طعنات، وأن الكدمات التي عوينت على الضحية سطحية، وطبيعية بالنظر للحواجز الحديدية التي تحيط بالساقية، والتي قد تكون الجثة قد اصطدمت بها. الكتابة الإقليمية لحزب العدالة والتنمية بالراشيدية التي استبقت الأحداث والتحقيق، مارست ضغوطا على عائلة الضحية التي كانت بصدد القيام بإجراءات تسلم الجثتين لدفنهما، عدلت عن ذلك لاحقا وطالبت السلطات المختصة بتشريح مضاد للجثتين قبل الدفن، وذلك في سلوك جديد/قديم يسعى لاستغلال مأساة أسرة، والركوب عليها سياسيا، في الوقت الذي عرفت فيه السواقي المغربية في الفترة الأخيرة تسجيل العشرات من الضحايا، الذين جرفتهم المياه دون أن يشكك الحزب وخلاياه الفسيبوكية في واحدة من هذه الوفيات؟