يدعو غياب مجموعة من الأسماء عن اللائحة الأخيرة للناخب الوطني هيرفي رونار للإستغراب، بل يُفضي رأسا إلى طرح مجموعة من التساؤلات، والنظر بعين الشك إلى صواب الإختيارات التي أقدم عليها المدرب الفرنسي في القائمة المُستدعاة لمواجهتيْ الكونغو الودية وليبيا الرسمية. ولعَّل أبرز الوجوه التي خلت منها المجموعة المُنادى عليها من طرف الربان الفرنسي، مهاجم سيفاس سبور التركي، عاطف شحشوح، الذي يتعملق ويستأسد في صمت في بلاد الأناضول ويُبرهن مع توالي المباريات على علو كعبه وحسه التهديفي العالي. ولئن أخفق اللاعب البالغ من العمر 29 سنة في إنقاذ فريقه من مخالب دوري الدرجة الثانية التركي، إلا أنه رسم لنفسه مسارا موفقا في الموسم الحالي وظهر في صورة مُشرقة بل ناصعة البياض، بعد هز شباك الخصوم وقضه مضجع الخطوط الخلفية للأندية المُنافسة. شحشوح الذي استأثر باهتمام أندية إيفرتون الإنجليزي وبورصا سبور التركي لفرط تميزه وبروزه، لم يزِغ عن سكة التألق التي سار عليها منذ ثلاثة مواسم، بإحرازه ل 12 هدفا في الموسم الجاري ضمن 32 لقاء، علما أنه يمارس في فريق باهت الأداء ومتفكك الخطوط وهش البناء. وتأتي المستويات المميزة التي بصم عليها المغربي هذا الموسم، كسيرورة لما أظهره في المواسم السابقة من فعالية هجومية، حيث وقَّع الموسم الفارط 17 هدفا وما قبله نفس العدد من الأهداف، مُؤكدا انضباطه وثبات أدائه على المستطيل الأخضر. وتتضاعف علامات التساؤل والإستغراب إزاء إقصاء شحشوح عن اللائحة الأخيرة لأسود الأطلس، بعد الإطلاع على اللاعبين الذين يشكلون قائمة الكتيبة المغربية في هذا المركز، والذين يبدو أنهم لا يبتعدون عن مهاجم سيفاس في المردود أو المؤهلات الفنية. ويظهر جليا أن لاعب شيرن بورغاس البلغاري سابقا لم يحظَ بالفرصة التي يستحق داخل المنتخب المغربي، في السنوات القليلة الماضية، فشحشوح شارك في تسعة مباريات فقط منذ سنة 2014، مُسجلا هدفيْن، رغم انفجاره تهديفيا على مدار ثلاثة مواسم في الدوري التركي. هذا وتظل المباراتيْن القادمتيْن للأسود رهينتيْن بتقييم اختيارات الناخب الوطني، بالنظر إلى المستوى الذي سيُقدمه اللاعبان، ياسين بامو وخالد بوطيب، وهما اللذان يشغلان ذات المركز الذي يمارس فيه شحشوح.