لا يزال رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران يخلق الحدث مرة أخرى عند حضوره جلسة المساءلة الشهرية تحت قبة البرلمان، فقد تسبب هذا الأخير في رفع جلسة الأسئلة الشهرية، قبل قليل، حيث قرر رئيس مجلس النواب رشيد الطالبي العلمي إلغاء جلسة المساءلة الشهرية التي عرفت حضور عبد الاله بنكيران، وهو لم يتم الجواب على المحور الأول من جدول أعمال الجلسة، فيما لم يتمكن رئيس الحكومة من الجواب على الشق الثاني من جدول أعمال الجلسة الشهرية والمتعلق بالحوار الاجتماعي مع النقابات والتي يبدو أنه سيبقى معلقاً إلى حين، وسيعيد من حالة الاحتقان الاجتماعي وسط ممثلي الشغيلة المغربية. وعلمت "أگورا بريس"، من مصار برلمانية أن للجنة الرؤساء، ما تزال مجتمعة في هذه الأثناء، من أجل احتواء الأزمة السياسية بين الحكومة والمعارضة التي وقعت اليوم في قبة البرلمان وعشية الاحتفالات بعيد العمال يوم الجمعة المقبل. بنكيران أثار ضجة داخل مجلس النواب بعدما وصف المعارضة ب" السفاهة"، ليثور نواب هذه الأخيرة مطالبين رئيس الحكومة بسحب كلمته والاعتذار وهو الأمر الذي رفضه بشدة مواجها عاصفة من الصراخ، والضرب على طاولات المجلس. لشكر لم يتمالك أعصابه حيث وصف بنكيران ب"السفيه" ليرد عليه هذا الأخير في الحال : ماكاينش شي سفيه كتر منك، ليختم رئيس الحكومة كلامه بعبارته الشهيرة ك ماكاتخلعونيش وأنا محمي بالدستور والقانون، في إشارة بدا من خلالها بنكيران يتعمد الرد على ما قامت به المعارضة أخيرا من طلب التحكيم الملكي ومحاولة إسكات رئيس الحكومة، حيث اضطر رشيد الطالبي العلمي الى توقيف الجلسة بعد مواجهات لم تخل من تبادل للسب والشتم بين المعارضة وابن كيران. وتأتي خرجة بنكيران، والمشهد السياسي والنقابي لا يفصله إلا يومان فقط عن العيد الأممي للعمال، كما أن العلاقة ما بين الحُكومة والنقابات جد متوترة ومرشحة لمزيد من الاحتقان بسبب اتهام النقابات لبنكيران بأنه تسبب في تعثر الحوار الاجتماعي، وعدم تنفيذ الحُكومة لاتفاقاتها السابقة مع المركزيات النقابية.