حل محمد عبد الوهاب رفيقي (أبو حفص) ضيفا على جمعية الفضاء الحداثي للتنمية والتعايش في إطار ندوة فكرية تحت شعار "الخطاب الديني بين الاعتدال والتطرف"، حيث قال أبو حفص في كلمته أن هذه الندوة "تأتي أياما قليلة بعد ذكرى حادث 16 ماي التي تشكل لكل المغاربة حزنا نازفا، فهي ذكرى مؤلمة وشديدة، من حق كل المغاربة أن يحزنوا ويأسوا على ما وقع ذلك اليوم، ومن حقنا أن نتضامن مع كل من سقطوا نتيجة لذلك الفعل." وعن تجربته في السجن، يقول أبو حفص "أعرض تجربتي الشخصية في المعتقل خلال السنوات التي قضيتها بالسجن التي أنا اعلم بها من غيري. مراجعة المواقف أمر محمود في جملته ولا يمكن اعتباره تخاذلا ونكوصا، ولا تشمل نبذ العنف لأنه منبوذ أصلا ولم يسجل عليه تبني أي موقف يوما في هذا الاتجاه. سنوات الاعتقال مكنتني من الاطلاع على آلاف المراجع والإصدارات، وهي تؤدي إلى مراجعات في الفكر العام وتغيير النظرة للمحيط، والخروج من الانغلاق على الذات والانعزالية والادعاء بامتلاك الحق، وبأن كل مخالف فهو باطل وادعاء الإطلاقية، سنوات تفتح الآفاق للنظر للأمور بنسبية أكبر، وبالتالي الانفتاح التام على كل الأفكار دون تعصب لرأي معين يجعلك تحس براحة نفسية في الوقت الذي كان يسود فيه توتر رهيب مع كل مخالف للرأي، إذ أن هناك فرقا كبيرا بين أن تكون واسع الصدر ورحبا في علاقتك بالآخرين مع المسلمين وغيرهم، وبين العكس من ذلك." كما أشار محمد عبد الوهاب رفيقي أنه يجب على بعض الدعاة النزول من أبراجهم العاجية التي نصبوها لأنفسهم. وبالعودة إلى أحداث 16 ماي، يشير أبو حفص أن آلاف المعتقلين لم تكن لهم علاقة لهم بأحداث 16 ماي، وبأي تيار إسلامي أو غير إسلامي، حتى أن بعضهم لا علاقة لهم بالدين أصلا. وبخصوص الخطاب الديني، يقول أبو حفص إنه ذو تأثير سلبي في بعض القنوات والمنابر، ويساعد الشباب على اعتناق هذه الأفكار لكن هناك أسباب أخرى لا تقتصر على الخطاب الديني لوحده. وفي نهاية مداخلته، يقول أبو حفص " التطرف ينتج التطرف وهذا ليس تبريرا لأي واحد منهما، عندما ننادي بالاعتدال من الظلم أن نركز على الخطاب الديني فحسب. الهوة العميقة بين الشباب وبين العلماء والدعاة لله هي أحد أسباب تطرف هؤلاء الشباب، الذين أضحى الانترنيت هو المؤطر لهم في الوقت الذي تتم فيه مخاطبتهم من البروج العاجية الأمر الذي يضعف الثقة."