كثيرا ما يدفعني الواقع لكتابة ما في الخواطر , حتى أكون صريحا ليس من اختصاصي البلاغة ولغة الضاد فأجد نفسي حاملا للقلم و الأوراق , أتساءل عن كلمات تغيب وأنا في نقاش , لكن تحضر بقوة وأنا وحدي في صراع فكر , معاناة ضغوطات , اكراهات لم أستطيع الاجابة عنها ؟ دموع جفت... بدأ القلم يبكي مداد أسطره توضحها قوة الاحساس الذي يكشف الخفايا , -- هذا الحبر الذي بإمكانه أن يخطط , يرسم ذالك في أسطر تحمل بداخلها المتعة والنعيم , البؤس الشتات , والغد المظلم -- . هذا حديث شاب يعيش القرن الواحد والعشرين مغربي الجنسية , من أصل مدينة تارودانتمسقط الرأس ومسقط الأحلام . أعشق هذه الأسوار شاهدة على أصول لزالت تنتظر الاعتراف , اجلالا أقدر هؤلاء الناس أفنوا العمر وضحوا بالغالي والنفيس من أجل غد يحترم أبنائهم , ربما الفرصة التي لم تكن من نصيبهم حيث كانت أحلام يقظة للتعبير عن مكبوتات التيه والوضع المتردي . -- حدثني الجد , الأب , والعم عن ماض مجهول وأرى في مستقبلي المجهول ؟ أشرق عمرنا بين أيادي حميمة ضحت أعطتنا الكثير , وأشرق حضنا بين أيادي سلبت منا حتى الرزق القليل . كم من فرد عاش لذة الحياة لكن من باب الصدفة ومن جانب الواقع المتحول يعيش الان في هذه اللحظة مرارة الحياة , وكله أملا في غد لم يوجد بعد , لم تشرق شمسه . يسافر عبر الزمان الى مرحلة الطفولة والشباب , وسيلة تنقله الخمر وكل شيء يقمع حاضره , كل شيء يذهب بالعقل في حين أنه يقضه. صحيح , مستحيل أن أنسى ذالك الزمان الذي هجر بحبه الخادع , بصباه بنعومة صباحه ورائحة أيامه ولم يخلف ورائه سوى رواسب الألم لكني أعشقه ... ذكرى حين أتذكر أشتاق الى المجهول الى حياة لم تعد , فأبتسم للحظات اللعب ويبكي الاحساس في داخلي. زمان تقمصت فيه أدوار وروايات أنسجها في خيالي , عاشق أهدى عشيقته زهرة يثبت بها كينونته قبل حبه في حين أصبح يستأجر فاتنات بمبالغ تقدر بلحظات المتعة وزهو الحياة , والعاشقة انغمست مبكرا في مسرحية الخيانة. يافع ظن مستقبله مفروش بالورود ومقعد العمل ينتظره , للأسف سياسة مسقط رأسه باعت الأزهار المفروشة وظل يعتره الشوك في مساره . أنا ... قابع في كرسي الانتظار أو الاهمال أجهل تماما وجودي , والغير يطفو فوق التدليس والاختلاس فوق دروع بشرية تنتظر صباحا واضحا نوره ساطع , تاركين ورائهم ظلام دامس أعجزهم عن تمييز الألوان . فالأحلام كانت متنفس المحيط , الفقراء , المعوزين ماديا واجتماعيا تمنيات في سابقها عذراء , وان كانت غير ذالك فإنها عقيمة . ننظر الى شعاع الوعي أمامنا ونحن نواجه ... ويقترب ... يختفي ... ويخدعنا السراب. كثيرون يريدون أن يصنعوا المسار أن أكون سببا في الوصول الى المبتغى , السبب هذه الحروف قمعت وأصبح الابداع شيئا صعب المنال , مستحيل داخل سجن ايديولوجية الأفكار والمعتقدات والدوكسا الاجتماعية . ابداع يشفي غليل الماضي ويعبر عنه في انفعالات , لكن الماضي والصبى له محدودية والمستقبل قاتم السواد , بين هذا وذاك الحاضر يجتر الأحداث. فلا يتحقق دائما ما نرغب فيه بل يقع ما لا نعول عليه , ليس ما اخترنا لكن ما ألزم علينا . يا ليث المستحيل يتحقق على أرض الواقع ويبتسم من كان يسبح في الدموع , و التوبة لمن يسبح في بحر الظلمات ... ليث الثعالب تصحح أخلاقها لتستعيد انسانيتها المبعثرة في مجال الحيوان ... ليث من تبيع جسدها تشعر بشخصيتها الغابرة , وحينها يشعر الجسد بالقيمة والروح .