يصعب على محبي فريق برشلونة التصديق بأن نجمهم الأول وهدافهم الأبرز ليونيل ميسي كان من ضمن أسوأ اللاعبين على أرضية ملعب كامب نو خلال كلاسيكو الجولة العاشرة من الليجا امام الغريم الأزلي ريال مدريد، وأنه لم يساهم بأي قدر في فوز البلاوغرانا 2-1 ، لكن تلك هي الحقيقة المُرّة. فقد عوّد الأسطورة الأرجنتيني محبيه وجمهور الكرة بشكل عام على التألق في مثل تلك المواجهات الكبرى، سواء بهز الشباك أو صناعة الاهداف أو التفنن في مراوغة الخصوم وفتح الثغرات، لكن "البرغوث" كان حاضرا غائبا في "كلاسيكو الأرض". لكن ترى ما هي أسباب خفوت نجم ميسي خلال القمة؟ وابتعاده عن التألق أو تقديم أداء مقنع على الأقل؟ يمكن شرح ذلك في خمس نقاط:.
1 - توهج نيمار وإنييستا:. سحب النجم البرازيلي الجديد نيمار والرسام الإسباني أندريس إنييستا البساط من تحت ميسي خلال سهرة السبت، فقد شكلا ثنائيا رائعا على الجبهة اليسرى التي كانت مكمن الخطورة على المرمى المدريدي، وأدى التركيز على تلك الجبهة في انعزال ميسي تماما.
2 - تغيير مركز ميسي: لم يلعب قائد منتخب راقصي التانجو في مكانه المعتاد كمهاجم خفي، أو متوسط للثلاثي الهجومي، بل لعب على الناحية اليمنى، فيما فضل مواطنه المدرب تاتا مارتينو الدفع بسيسك فابريجاس للقيام بمهام "رقم 9 الوهمي". ومع إعادة التذكير بالنقطة الأولى، فإن ميسي انفصل عن موضع الخطورة بالميسرة، وانشغل بحوار ثنائي مع البرازيلي مارسيلو لم يكن مجديا، كما أنه لم يكن مؤثرا في الشوط الثاني حين لجأ البرسا للعب الهجمات المرتدة.
3 - سوء اللمسة الاخيرة: كان اسهام ميسي الوحيد في الكلاسيكو تسديدة أرضية وحيدة في الشوط الأول بعد هدف نيمار مباشرة لكنها كانت بعيدة عن مرمى دييغو لوبيز، ولو كان محتكر آخر أربع كرات ذهبية في مستواه المعهود لكان أنهاها بشكل أفضل، لكنه استعجل التسديد. تمريرات ميسي بشكل عام خلال الكلاسيكو لم تكن متقنة، وأبرزها تمريرة متأخرة وسيئة لزميله البرازيلي داني ألفيش كاد يسجل منها الهدف الثالث لو أحسن نقلها.
4 - الافراط في الدفاع: كان ميسي معنيا بواجبات دفاعية زائدة عن الحد، حيث شوهد وهو يتراجع للخلف كثيرا من أجل استعادة الكرة، وهو الشق الذي امتدحه فيه مارتينو بعد المباراة، لكنه قيّد انطلاقاته السريعة.
5 - التدخلات العنيفة: بما انه نجم البرسا الأخطر، فإن لاعبي الريال قاموا بكل الوسائل المتاحة لإيقافه وعرقلته، لذا تعرض لتدخلات عنيفة طوال اللقاء، خاصة من جانب مارسيلو واياراميندي، وهو ما أثر سلبا على مردوده.