إن الحديث عن موجة التشرميل التي ضربت البلاد في الآونة الأخيرة من دون سابق إنذار يلزمنا أن نقف وقفة تأمل حيال هذه التطورات الأخيرة التي لم يسبق أن عرفتها البلاد خصوصا وأن المغرب والمغاربة شكلوا على الدوام حلقة الاستثناء في كل شيء، بحكم الثقافة والدين، تميز المغاربة على الدوام بكرمهم وحضورهم الايجابي في التعاطي مع كل من شأنه أن يضر بمصلحة الوطن والمواطنين فكان السمة البارزة في كل المحطات السابقة هو التضامن الكلي بين مختلف مكونات المجتمع لرد المؤامرات الخارجية. ففي الوقت الذي ظهر فيه ما يسمى بالربيع العربي، الذي تم تصديره من الخارج لضرب قوة الأمم العربية والنيل في وحدتها واستقرارها وأمان شعوبها استطاع المغاربة أن يفطنوا لتلك اللعبة القادرة وتمكنوا في نهاية المطاف الخروج بسلام والتصدي للمؤامرة التي كانت ترمي إلى إهلاك الأمة وتشتيت المملكة. وان كانت موجة الربيع العربي التي لا زالت أعتبرها خريفا وصفحة سوداء مرت في تاريخ الأمة العربية، شكلت خطورة بالغة وأجهزت على مجهودات أجيال بأكلمها فإن ظاهرة التشرميل لا تقل خطورة عنها لأنها تستهدف بالأساس ضرب استقرار البلاد ومصالحه والنهش في اقتصاده وسمعت سياحته. وأن كل ما جرى موجه بآلة التحكم عن بعد من جهات خارجية يعرفها الصغير والكبير تحاول ضرب المغرب من كل الواجهات لكن ما يحز في النفس هو انخراط بعض الشباب والأطفال المغاربة في هذه اللعبة القدرة من خلال التباهي والتفاخر بالسيوف والخناجر والتباهي بمتحصلات عن أعمال غير مشروعة نتيجة السرقة بالعنف أو بالخطف... ان التشرميل الحقيقي الذي يحتاجه الوطن في هذه اللحظات الحساسة هو تكاثف جهود الشباب في سبر أغوار العلم والمعرفة والتحصيل الدراسي، نحتاج الى تشرميل يعطينا مهندسين وعلماء وأطباء وأساتذة فاعلين وليس تشرميل يخرج لنا مجرمين وقطاع الطرق واللصوص، التشرميل الحقيقي الذي نحتاجه أن نكون صفا واحدا وأن نتضامن فيما بينا ليس لتشجيع الجريمة والتباهي بها وإنما من خلال التصدي لها والقضاء عليها وإخراج جيل مثقف وواعي بمسؤولياته وواجباته تجاه هذا الوطن، الذي ظل على الدوام يشكل الاستثناء