يبدو أن أصحاب الصفحات الفايسبوكية التي تساند ظاهرة "التشرميل" وسط صغار السن من الشباب المغربي، لم يكترثوا كثيرا بالحملة الأمنية التي تُشن ضد عدد من الشباب "المشرملين"، والتي أسفرت أخيرا عن اعتقال بعضهم انطلاقا من مؤشرات وخاصيات تلك الصفحات الفايسبوكية. واستمرت صور "التشرميل" تظهر تباعا في صفحات باتت متخصصة في عرض صور شباب مراهقين بتقليعات غير مألوفة يعرضون "ممتلكاتهم" وسيوفهم الطويلة، بل تناسل بعضها لتنتشر الظاهرة جغرافيا، حيث برزت أيضا صفحة "تشرميل" الخميسات، و"تشرميل مراكش" وغيرها، دون احتساب "تشرميل" باسم بعض أحياء وعمالات الدارالبيضاء. وبالرغم من أن "التشرميل" صار الحديث الطاغي في الوقت الراهن في الصحف ووسائل الإعلام الوطنية، كما انتقل إلى موضوع مساءلة لوزير الداخلية محمد حصاد في البرلمان، بل أضحى محط مراقبة شديدة لرجال الأمن خاصة بالدارالبيضاء، فإن صفحات من قبيل "تشرميل بالبيشاميل" و"تشرميل بالكاراميل" و "ولد المشرمل" لا زالت تنشر آخر أخبارها وصورها غير عابئة بما يحدث من حولها. وانتبهت قلة من هذه الصفحات إلى الحملة الإعلامية التي واكبت ظاهرة "التشرميل"، حيث بادرت بعضها إلى نشر نسخ من الصفحات الأولى لجرائد مغربية اهتمت بالموضوع، ودقت ناقوس الخطر من تكاثف وانتشار هذه الظاهرة، بينما توزعت تعليقات مرتادي هذه الصحف بين التهكم والسخرية، والتنبيه إلى ضرورة أخذ الحيطة والحذر مما يحاك ضدهم. وتعمد صفحات "التشرميل" إلى نقل واقع عدد من الشبان صغار السن ينتمون إلى أحياء هامشية، وبملامح وتقاسيم متشابهة أحيانا، وتسريحات للشعر تبدو غير مألوفة، وبألبسة رياضية وساعات يدوية بماركات معينة، مركزين على مفاهيم من قبيل "الرجولة"، وشعارات مثل "الرجولة من الطفولة"، وصور استعراضية ترمي إلى التباهي أمام الفتيات. واللافت في الصفحات التي تتابع أخبار "التشرميل" أن صفحات وصورا تختص بالفتيات ال"المشرملات" دخلت على الخط في الأيام الأخيرة، حيث إن القاسم المشترك بينهن تقارب أعمارهن الصغيرة، وملابسهن الشبابية المثيرة، و"هوسهن" بركوب الدرجات النارية، والتقاط صور خاصة بهواتفهن المحمولة الحديثة، بل منهن من عمدن على التقاط صور مع سيوف طويلة أيضا. وأوقفت السلطات الأمنية بالدارالبيضاء، أمس، شبابا مشتبها بهم في إطار ما يسمى "التشرميل"، حيث أقروا بأن الأمر يتعلق بصور غالبيتها مفبركة، الهدف منها التباهي وإثارة انتباه الفتيات، وأنه يتم تحميلها من فضاءات التواصل الاجتماعي، وتركيبها مع صورهم الشخصية في محاولة لاستعراض الرجولة واستدراج إعجاب الفتيات".