شكل موضوع التحرش و الاستغلال الجنسي موضوع لقاء قُدّم خلاله عرضان، يوم الأربعاء الماضي، استفاد منهما تلاميذ عدد من المؤسسات التعليمية بمدينة اكادير في إطار الشراكة التي تجمع المديرية العامة للأمن الوطني مع وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني و اللجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير. و تميز اللقاء، الذي حضره تلاميذ المؤسسات التعليمية الابتدائية بمعية آبائهم و أوليائهم إضافة إلى فاعلين تربويين، تقديم عرض أول حول الاستغلال الجنسي فيما هم العرض الثاني محور التحرش الجنسي الذي يتعرض له أطفال المؤسسات التعليمية أشرف على إلقائه الضابط رضوان أسطير، مؤطر اللجنة المكلفة بالحملة التحسيسية بالوسط المدرسي و رئيس الفرقة المتحركة الأولى للسير الطرقي بوحدة المرور بولاية أمن أكادير، و عبد الله حادي مفتش شرطة بذات الولاية الأمنية. و حسب رضوان أسطير، فإن تنظيم اللقاءات التحسيسية يأتي في سياق تفعيل الاستراتيجية الأمنية لمديرية الأمن الوطني و التي تحددت أهم ركائزها في تكثيف التدخلات الميدانية لمحاربة الجريمة و الاستثمار في التكوين البشري لموظفي الأمن و الانفتاح المرفقي على مختلف الفعاليات المؤسساتية و المدنية و الأكاديمية و الإعلامية بهدف ضمان تطوير الخدمات الامنية و تعزيز الشعور بالأمن لدى المواطن ضمن رؤية شمولية تجمع بين التوعية و التحسيس و التربية على المواطنة و الرصد و المكافحة. و تطرق ذات المتحدث خلال عرضه إلى ظاهرة التحرش الجنسي و آثارها النفسية على ضحاياها، حيث اعتبر في هذا الصدد أن الأمهات مدعوات إلى ضرورة الانتباه إلى سلوكات أبنائهن و ملاحظة مختلف التغيرات التي قد تطرأ على نفسية فلذات أكبادهن و هي الملاحظة الي ستساهم في تمكين الأمهات من معرفة الحالة التي يكون فيها الطفل في وضعية طبيعية من عدمها. كما حاول خلال ذات اللقاء تحديد مجموعة من المفاهيم ذات الصلة بالموضوع من قبيل الطفل، التحرش و الاستغلال الجنسي، المتحرش أو المعتدي، و أشار إلى مجالات الاستغلال الجنسي للقاصرين، طارحا سؤال كيف يتم استغلال الأطفال؟ و الذي يهم مجالين هما مجال البغاء و مجال المواد الإباحية، معرجا على العوامل المساهمة في حدوث التحرش و الاستغلال الجنسي فضلا على المؤشرات الدالة على ذلك. و ختم المشرف على اللقاء بحديثه عن الآثار المترتبة عن ظاهرة التحرش و الاستغلال الجنسي و التي قسمها إلى قسمين، آثار قريبة المدى و أخرى بعيدة المدى إضافة إلى توجيه نصائح إلى الآباء بخصوص وسائل حماية الاطفال من التعرض لأفعال تدخل في نطاق ظاهرة الاستغلال الجنسي أو التحرش. و قد استحسن الحاضرون، من آباء و تلاميذ و فاعلون تربويون، تنظيم مثل هذه اللقاءات التي تعتبر في نظرهم "جلسات عائلية" كما تعد، حسبهم، فرصة للاستفادة من النصائح و التوجيهات المقدمة من أجل محاربة ظاهرة باتت تنخر المجتمع و تساهم في تفكيكه. و يروم اللقاء، الذي ستليه لقاءات تحسيسية أخرى سيستفيد منها تلاميذ أربعين مؤسسة تعليمية، توعية التلاميذ و تحصينهم ضد الاعتداءات الجنسية التي يمكن ان تطالهم كما يروم تحسيس الآباء و أولياء الأمور إلى خطورة ظاهرة التحرش و الاستغلال الجنسي و كيفية التعامل معها في أفق تجنيب أطفالهم الوقوع ضحية لها فضلا على المساهمة في اكتشافها مبكرا و الإبلاغ عنها. و كانت المديرية العامة للأمن الوطني قد قررت في وقت سابق، بتنسيق وتعاون مع وزارة التربية الوطنية، واللجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير، الانخراط في مشروع تربوي متعدد الأضلاع، ومتنوع المواضيع، ستكون الفضاءات التعليمية مسرحا له، والتلاميذ هم المخاطب فيه، والتربية المواطنة هي أساسه، بينما سيضطلع بمهمة التأطير والإشراف أطر مشتركة من الأمن الوطني و التربية الوطنية و اللجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير.