لم يجد رجل مكسيكي متيم بحبيبته وسيلة للحفاظ على عفتها سوى أن أجبرها على وضع قفل أغلق به سحاب البنطلونات التي ترتديها، خشية أن تنصاع لرغبتها بممارسة الجنس مع غيره. أعاد الرجل بذلك إلى الأذهان حزام العفة الذي كان الرجال يجبرون نساءهم على ارتدائه للتحقق من أنهن لن يقمن بخيانتهم، وفقا لمؤرخين أفادوا بذلك ابتداء من القرن ال 12. تقدمت الفتاة المكسيكية ضحية غيرة صديقها غير الطبيعية ببلاغ للشرطة فتم احتجاز الشاب الذي اعترف بفعلته، وذلك بعد معاناة تسبب بها القفل للشابة البالغة من العمر 25 عاما، إذ أنها كانت عاجزة عن الذهاب إلى الحمام، كما أن الخوف الشديد كان ينتابها بمجرد التفكير باستعمال أي آلة حادة لقص البنطلون. وبحسب إفادة الفتاة فإن صديقها الذي يكبرها ب 15 عاما اعتاد إجبارها على وضع القفل منذ سنوات. الأمر الذي أثار دهشة رجال الشرطة أن الفتاة رفضت توجيه أي اتهام لصديقها، فتم إطلاق سراحه بعد ساعات قليلة من احتجازه. في اليوم التالي تعهد الرجل خطيا بأنه لن يكرر فعلته هذه ولن يجبر صديقته على وضع القفل مرة أخرى، كما أنه لن يقوم بانتهاك أي حق من حقوقها بأي شكل من الأشكال. من جانبها صرحت الناشطة المكسيكية في مجال الدفاع عن حقوق الانسان أراسيلي غونزاليس، من ولاية فيراكروز حيث وقعت الحادثة، أن "كلا من المجتمع والجهات الرسمية خذلت الفتاة"، التي كانت ضحية سلوك مشين طيلة 12 عاما، ولم تقم السلطات أو المجتمع بأي خطوة للدفاع عنها. كما وصفت رد فعل الجهات المعنية بعد الكشف عن الأمر بأنه "فاتر وغير كافِ"، مشددة على أن التعامل مع هذه القضية لم ينطلق من القوانين، لافتة الانتباه إلى عدم اتخاذ أي إجراء حيال "المعتدي"، وهو ما رد عليه ممثلو السلطات الرسمية بالإعلان عن عجزهم القيام بذلك بسبب موقف الفتاة التي رفضت توجيه اي اتهام لصديقها. تعقيبا على هذا التصريح قالت غونزاليز إنه يحمل في فحواه رسالة تفيد بأن السلطات تنظر للأمر من زاوية واحدة وهي "أن المرأة على استعداد للتنازل عن حقوقها ببساطة"، مضيفة "وكأن الجهات الرسمية تصرح بأنه إذا لم تكن المرأة على وعي تام بأبعاد المشكلة ليس باستطاعتنا، كسلطة، القيام بأي شئ". كما اعتبرت رد الفعل الرسمي بمثابة ضوء أخضر للانتهاكات. إلى ذلك أعربت أراسيلي غونزاليس عن ثقتها بوجود آلاف من حالات انتهاك حقوق المرأة في المكسيك، وأن حالة هذه الفتاة مجرد نموذج، مشيرة إلى أن الكثير من النساء لا يفصحن عمّا يتعرضن له من تعنيف، ويفضلن المعاناة بصمت.