كما كان منتظراً تحوّلت الخرجة الإعلاميّة الأخيرة للحقوقي المغربي عزيز غالي حول صحرائنا المغربية تحوّلت إلى إنجاز دبلوماسي غير مسبوق هناك بدولة الجيش الجزائري ولم تكن إلاّ ساعات على نشر الفيديو حتّى خرجت الاذرع الإعلامية العسكرية الخمس بعناوين لا تخرج في عموميتها عن مفردات صدمة المخزن.. او قضية الصحراء لم تحسم بعد.. بل ذهبت جريدة الشعب إلى اعتبار تصريح هذا الحقوقي جدّاً بمثابة استفتاء الشعب المغربي ضد اطروحة المخزن التوسعيّة انطلاقا من قوة وحجم وتأثير الجمعية الحقوقية داخل المغرب.. إلى حدود الآن.. ما كتب عن الموضوع وبوقاحته لا يخرج عن إطار الظاهرة الصوتية المتكررة بشكل يومي خلال هذه العهدة التبو-شنقريحة لكن ان يبث على شكل تقرير مفصل ومصور بلقطات من تظاهرات احتحاجية سابقة بالمغرب بقناة الجزائر الدولية 24 كدليل عن قمع الحريات بالمغرب ففي ذلك ما يدعوا إلى الشفقة على عزيزنا الغالي الحقوقي الأممي واليساريّ العالمي الذي أصبح أيقونة نضالية لدى العسكر الجزائري الدموي المافيوزي وبعقليته الديكتاتوية.. بل هو طعن في مسارك النضالي وكفاءتك المهنية الأكاديمية بالرغم من اختلافنا الجدري معك.. فلا ارضى لك هذه المكانة المرموقة لدى هذه الطغمة العسكرية وأياديهم ما زالت ملطخة بدماء الجزائريين خلال العشرية السوداء بجانب عدد كبير من المفقودين ولا أعتقد أيضا أنّك راض بهذا التوظيف المشبوه لا من حيث موقفك من الصحراء المغربية.. ابدأ.. فهو بدون تأثير بل هذا التقاطع بين مناضل حقوقي ضد عسكرة الأنظمة.. وبين نظام عسكراتي موجود لقمع الحريات والحقوق هي الصورة العامة التي تتطلب منك إصدار بيان تدين فيه هذا التوظيف المسيء لسمعتك النضالية الحقوقية.. غير ذلك فأنت في مكّة الثوار عند نظام ربما يمثل نموذجا حيّاً لمرحلة دكتاتورية البرولتاريا كما في أدبيات وطروحات فكرية حزبية مغربية.. ولأنّهم أغبياء بالفطرة فقد أساءوا لأنفسهم وفضحوا عوراتهم أمام الملأ بهذا التقرير التلفزي وبهذه الفقرة بالضبط : ( وأفاد الحقوقي المغربي بأنه تعرض للكثير من الضغوط بسبب نضاله ضد سياسيات المخزن، لكن هذا لن يثنيه لأنه جزء من عمله الحقوقي، مشددا على أن حقوق الإنسان في المغرب تعيش محنة حقيقية) واسترسل قائلا: "حرية الصحافة في المملكة لا تتجاوز 2 في المئة، وهي التي نقيس بها الحرية في أي بلد"، مردفا: "وضع الصحافة متأزم جدا،) هنا وقف حماري في العقبة حائراً أمام عقلية هذا النظام العبيط وانا اتذكر تقريرا لنفس القناة الكرغولية عن الكاتب الجزائري بوعلام صلصال بصيغة الخائن والعميل لدى جهات أجنبية فقط لأنه صرح ضمن ماصرح به ان البوليزاريو صنيعة جزائرية لعرقلة المملكة المغربية وهو إلى الآن ما زال معتقلاً دون توفير شروط محاكمة عادلة.. هي نفس القناة تتحدث عن بطل قومي مغربي ناصر اطروحة العسكر دون أن بتعرّص لاية مضايقة أمنية أو استنطاق هذه المقارنة تكفى لوحدها ان الجزائر موطن لا يتوفر على جيش.. بل الجيش الجزائري هو الوحيد في العالم الذي يتوفر على دولة وبالتدقيق يحتل دولة.. والخروج من هذا الإحراج الفضيع سرّبت ذباب عبلة خبر اعتقال الحقوقي عزيز غالي.. وهو خبر عار من الصحة.. بل التساؤل هو لماذا سيعتقل.. وتصريحه لا حدث في واقع الحال والمجال بل لا جديد فيه غير ان هذا الحقوقي ألبس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان مواقف حزب النهج الديمقراطي.. بل ورّط الجمعية وأساء إلى تاريخها ورموزها المؤسسين وبالمناسبة أذكّر هنا السيد عزيز غالى رئيس الجمعية بموقف الهرم الحقوقي والسياسي حين رد على أحد المتحمسين خلال أشغال المؤتمر الخامس بإضافة ( تقرير المصير) في البيان الختامي رد عليه الفقيد بعبارة "أش كتخور؟!" وهو تعبير دارجيّ مغربي للرد عن كل من يمارس التخلاط بين المواقع والقبّعات.. بين استغلال الحقوقي لتصريف برنامج المرحلة.. او أوراق المرحلة كما في الادبيات البائدة.. هو التخلاط الذي سقط فيه الحقوقي المناضل ضد الأنظمة الفاسدة غرباً.. بطلاً قوميا عند الأنظمة الفاشيستية شرقاً في انتظار إصدار بيان لتحرير نفسك من هذه الإهانة التاريخية والقاتلة في نفس الوقت.. أدعوك إلي الانتباه لهذا الغرور ونرجيسية الظهور بصفة المدافع الأول- ولا غيرك – عن حقوقنا داخل هذا الوطن.. فالفرق اننا نناضل من أجل تطوير مؤسساتنا الدستورية وداخلها .. وهناك من يحلم كاي طفل سياسي بعالم البروتاريا الخالدة يوسف غريب كاتب صحفي