ككلّ الأماسي.. لا استمتع بفنجان القهوة دون أن اتقاسم ذوقها المعتاد مع هدوء ساحة تلبرجت كفضاء تأملّي ونوستالجي في غالب الأحيان.. وجريا على العادة ترّجلت من الناقلة نحو مكاني المفضل بمسافة آذان صلاة المغرب... هو يوم مكرر على الاقل ثلاث مرات في الأسبوع.. بنفس الديكور والكراسي.. نفس الوجوه والزّبناء حتّى مساء اليوم وانا ابحث عن مقعد إضافي على غير العادة.. باحثاً عن مكان وسط هذه الحشود / الوجوه الجديدة على شكل دائري قبالة شبه منصّة فوقها لافتة إخباريّة ولبلاغة ما كتب وسطها أرغب في تقاسمه معكم : " كل المحبّة والتقدير لأخينا ج أحمد مطيع ولمجهوداته الترافعية المدنية من أجل ساحة تلبرجت وتأهيلها الحضري أصدقاء وروّاد الساحة" تستفسر عن اسباب النزول لتسمع من ميكروفون التقديم : " ايها الإخوة الأعزاء رواد واصدقاء ساحة تلبرجت نجتمع اليوم على كأس شاي إحتفاءً بعودة اخينا وصديق الجميع ج أحمد مطيع شافيا عافيا والحمد لله بعد مرض غيّبه عنا مدة طويلة.... هي مناسبة عرفان لهذا الرجل الشهم والطيب والحكيم" هو تقديم وجيز وبليغ ومكثّف بشحنة إنسانيّة شعارها عند أصحاب المبادرة هي أن نعبر بحبنا للآخر الآن قبل الغد.. هي تفاصيل هذا الحفل داخل مقهى يجمعنا بالأمس.. يجمعنا كرواد بطعم الصداقة والاخوة.. يجمعنا كي ننتبه إلى بعضنا البعض.. في الغياب كما في الحضور هو درس هذه الأمسية اليوم حد أن مذاق القهوة هذا المساء الإستثنائي كان بطعم الدف ونسمة روح.. جاءوا بكثافة ومن مختلف المشارب والقناعات من أجل رجل التوافقات بامتياز تناوبوا على ميكروفون الكلمة التي لم تخرج عن ذكر شهامة المحتفى به.. وتسارعوا في تقديم هدايا رمزية عربون محبة وتقدير واحترام كبير لذاكرة تلبرجت وتاريخ ساحتها.. حتّى اتذكر بعض جلساتي معه كحصص من التاريخ المحلي لامكنة هذه الرموز والشخصيات.. أتذكر ترافعه النضال المدني حول تجار تلبرجت وكساد تجارتهم بعد نقل محطة الحافلات.. بنفس النفس والروح والزصرار يدافع وبشراسة مؤدبة عن سلسلة الفنادق الشعبية بمحيط الساحة يواصل الطريق رغم تعثرات الرفاق حد الخيانة.. خدوم بطيبوبة عفوية إنسانية.. مطواعاً لقلبه وحدس نيّته وكأنّه حظ من اسمه المطيع في رحاب الخشوع ومنابر التقوى ورياض الذكر وصفاء مع الحق والتزاماً به.. ونكراناً للذات الله والسعي إلى أن تظلل الاخوّة جميع الناس.. انسجاماً مع قناعة يرددها دائما لي بعد كل لقاء ( شوف اسّي يوسف.. أنا أريد ما يريده جميع النّاس.. فقط انا أريده لجميع النّاس) لذلك استطيع القول بأن بأن هذا الإحتفاء لم يكن مفاجئة فحسب بل أفضلها هذه السنة اعتباراً لكون المحتفى به كما أراه هو مناضل بنكهة الحكمة والخبرة.. شكرا لكم جميعاً.. ما زال زرّاع الأمل فوق هذه التربة الخصبة.. ومن جدور هذه التربية الطيّبة يوسف غريب كاتب صحفي