اعتبر الرئيس المنتخب دونالد ترامب فوزه في الانتخابات الرئاسية بعودة سيادة الحكم للشعب الأمريكي و تخلصه من قبضة ممن يسميهم هو تارة بالعصابة وتارة بالجماعةوتارة اخرى بالمؤسسة ؛فهل تتخلص من افعالها كذلك باقي شعوب العالم وخاصة الإسلامية منها. لا يختلف اتنان على ان الرئيس رونالد ترامب يمثل مسارا مغايرا في السياسة الداخليةو الخارجية الأمريكية ليس فقط لانتمائه لحزب محافظ ؛متشبت بالقيم الدينية المسيحية ومدافع عن الاسرة والأخلاق؛ ولكن لان تصور ترامب لها مختلف ونابع من قناعاته الشخصية ولا يشبه رؤية سابقيه من رؤساء أمريكا حتى المنتمين منهم للحزب الجمهوري الذي يمثله. ولعل ما لاقاه الرئيس ترامب من مضايقات ومحاولة اغتيال تتبت انه شخص غير مرغوب فيه من الدائرة المتنفذة بأمريكا التي تحرك الخيوط من الخلف لفرض اجندتها الخاصة ومنها محاربة كل المظاهر الدينية وتذمير الأخلاق والتي لم يقتصر فعلها في هذالاتجاه على المجتمع الأمريكي ولكن تعداه إلى المجتمعات الإسلامية خاصة ؛واستطاعت هذه الجماعة بالفعل أن تؤثر كثيرا في تغيير الخطاب الديني والسعي إلى تحريف مقاصده ؛وقد ساعدها في ذلك عملاءها بالبدلان الإسلامية الذين سارت لهم اليد الطولى والقدرة على اختراق تلك المجتمعات بالاستحواذ على مصادر القرار في كثير من القطاعات الحيوية فيها ؛بل إن تغلغلها فيها سار يشكل قيام دولة داخل الدولة؛وقد يكون تشكيلها وهيكلتها شبيه بما عليه جماعة العصابة في أمريكا كما يسميهاترامب . ومن مظاهر تدخلها في الشأن الديني في البلدان الإسلامية تغيير المناهج التعليمية فيها بنقص وحتى حذف المواد الدراسية الدينية وخاصة تعليم القرآن للاجيال الناشئة،وإفراغ خطب الجمعة من محتواها الديني المتبت للعقيدة من خلفية سنية ؛وهي نفس المجموعة التي تروج للاباحية في تلك المجتمعات بل ومحاولةشرعنتها بحذف المواد المجرمة للعلاقات الجنسية الغير المشروعة وتكريس إباحيتها من خلال الدعوة إلى شرعية ما يسمى في خطاب الجماعة المحلية التابعة لهم بالعلاقات الرضائية، ناهيك عن تدخلها في القوانين المنظمة للاسرةوذلك بمحاولة إسقاط مرجعيتها الإسلامية. و سيكون من آثار إعادة انتخاب ترامب، هو انزواء تلك الجماعات وضعف تأثيرها في الساحة الاعلامية والتشريعية؛ مما سينتج عنه توقف خطاباتها المحرضة والمحاربة للدين الإسلامي؛ علانية ،كما سيمكن تقليل وحتى تجميد نشاطها إلى تمكين الجهات المسؤولة في تلك البلدان من تمرير قوانين بما يتلاءم والشرع الإسلامي؛ولعل هذا التحول سيخلق انفراجا كبيرا في المجتمعات الإسلامية ويرفع عنها الهيمنة المفروضة عليها من الغرب بزعامة أمريكا وخاصة من الجهة المحتكرة للقرار السياسي فيها والتي لم يحددها ترامب بعد؛ وإن كانت معروفة سلفا للمتابعين للشان السياسي الأمريكي. فعل يحمل إعادة انتخاب ترامب انفراجا للعالم الإسلامي خاصة في جانب ممارسة معتقده الديني ؛ام أن تلك الجماعة العصابة بأمريكا ومعها جماعتها بالداخل سيكون لها القدرة على الاستمرار في مواصلة مشروعها الهدام باستعمال أسترتيجيات أخرى للتاثير والموضوعة سلفا تحسبا لوصول ترامب إلى السلطة بالولايات المتحدة الأمريكية؟