واصلت الصحف العربية الصادرة ، اليوم الجمعة، اهتمامها بالانتخابات الأمريكية وفوز المرشح الجمهوري ،دونالد ترامب، بمنصب رئيس الولاياتالمتحدة ومصير المنطقة العربية في ظل القيادة الجديدة والعلاقات الأردنيةالأمريكية وتداعيات الانتخابات الأمريكية على الملف السوري ، فضلا عن تطرقها إلى المشاورات لتشكيل الحكومة اللبنانية. ففي مصر كتبت جريدة (الجمهورية) في مقال لها بعنوان " لا تعلقوا آمالا عريضة على ترامب" أن حسابات خاطئة تجعل العرب يخشون الثور الهائج القادم إلى البيت الأبيض ، الذي سبق وهدد بطرد المسلمين من أمريكا ويتوقعون دخول الإدارة الأمريكيةالجديدة في مواجهات وصدامات مع المسلمين على غرار تلك التي قادها الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن ، الذي ارتكب كثيرا من الحماقات السياسية في العراق وأفغانستان وغيرهما من البلاد الإسلامية. وأضافت أنه وكما يظن العرب والمسلمون ومعهم الإسرائيليون ، بالتأكيد أن ترامب سوف يفي بوعده وينقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس ليكتب شهادة وفاة المدينة عربيا وإسلاميا. وخلصت الصحيفة، إلى أنه لا ينبغي المبالغة في التخوف من الرئيس الأمريكي الجديد الذي نجح بتصريحاته الاستفزازية خلال حملته الانتخابية أن يجذب أصوات شريحة كبيرة من الشباب المتعصب أو المتطرف أو الذي يعتقد أن أمريكا دولة فوق القانون وأن أهلها شعب غير شعوب الأرض ، فوجد هذا الشباب المتعطش للسيادة في تصريحات ترامب الاستعلائية والعنصرية وفي تهديداته ضالته فكان الانحياز له ودعمه في الانتخابات ليلحق هزيمة قاسية بمرشحة اعتبرت نفسها الرئيس القادم للأمريكان بمجرد الإعلان عن اسم منافسها في الانتخابات. وفي موضوع ذي صلة، كتبت جريدة (الأهرام) تحت عنوان " الفرصة السانحة لترامب ومصر" أنه لم يكن اتصال الرئيس عبد الفتاح السيسى وتقديمه التهنئة للرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، إلا تعبيرا عن رغبة صادقة في بناء علاقات عميقة مع دولة ترتبط مع مصر لأكثر من ثلاثة عقود براوبط إستراتيجية وسياسية واقتصادية قوية شابتها في السنوات الأخيرة خلافات حول قضايا داخلية وأمنية تباعدت فيها المسافات بين الدولة الأكبر في المنطقة العربية وبين الدولة الأقوى على المسرح الدولي. وأضافت أنه في اللقاء الأول بين الرئيس السيسي ودونالد ترامب على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في شتنبر الماضي لمست القيادة المصرية صدقا في حديث مرشح الرئاسة وفريقه المعاون عندما تحدثوا عن مصر باعتبارها ركنا أساسيا من أركان العلاقات الأمريكية - العربية ومركز الثقل الرئيسي في المنطقة، ومن ثم يتعين على البلدين زيادة مساحات التفاهم والتعاون الوثيق في قضايا لا تملك القاهرة وواشنطن رفاهية الخلاف حولها، وأهمها قضية الإرهاب وتنامى تأثير وخطر الجماعات الأصولية العنيفة في الشرق الأوسط وعلى رأسها تنظيم "داعش" في سورية والعراق وليبيا ، ذلك كله تحت مظلة ما سمى ب"الربيع العربي"!!؟ ، والفوضى الخلاقة المدعومة من الإدارة الديمقراطية. وفي البحرين، قالت صحيفة (الوسط) إن المفاجأة في انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة، كانت في الخطاب الذي ألقاه بعد ساعتين من إعلان فوزه، حيث قدم نفسه في صورة رجل دولة مسؤول، في أول خطاب له بعد الفوز، موضحة أن المفاجئ في هذه المعركة هو كيف تحول خطابه الشعبوي الناري الصدامي، فجأة وخلال ساعتين فقط، إلى "خطاب هادئ رزين". وأشارت الصحيفة إلى أن ترامب ، وجه في هذا الخطاب عدة رسائل سياسية، إلى عدة أطراف، في الداخل والخارج، وهو ما يدعو للتشكيك في صحة تلك الصورة التي خلقها هو شخصيا عن نفسه، واستغلها الحزب الآخر، كشخص متهور طائش، يريد أن يكسح الخصوم كالدبابة، مستخلصة أنه "سواء أحببنا أم كرهنا، سيحكم هذا الرجل العالم، وستؤثر سياساته على دولنا وشعوبنا، وسيتلاعب بمستقبلنا، كما تلاعب به من وصفهم بالسياسيين الأغبياء والفاسدين (..)". ومن جهتها، كتبت صحيفة (أخبار الخليج)أن الرئيس الجمهوري ترامب يمكن التفاهم معه من خلال زملائه وأصدقائه من ذوي العلاقة بالمنطقة العربية والخليجية من الجمهوريين، وهو بالتأكيد "لن يتبنى المشروع التوسعي الفاشل الذي أتى به أوباما وكلينتون، وتسبب في ابتعاد حلفاء الولاياتالمتحدة عنها طوال السنوات الماضية"، معتبرة أن فوز ترامب بالرئاسة الأمريكية يعد "ضربة قاصمة لتنظيم (الإخوان) الذي استربح واستنفع كثيرا في عهد أوباما وكلينتون". ورحب الكاتب الصحفي محمد مبارك جمعة، في مقال بعنوان "تهانينا لفوز ترامب"، بفوز ترامب بالرئاسة الأمريكية، وقال: "سوف ننتظر زيارته للشرق الأوسط حتى يشاهد الدمار والخراب الذي أحدثه سلفه من قرب"، معتبرا أن فوزه يشكل "نكسة للمشروع الذي ظنوا أنهم سيستكملونه". وبالأردن، كتبت صحيفة (الغد)، في مقال بعنوان "الغرائبية الأمريكية في القمة"، أنه مهما يكن فثمة ميزة في انتخاب دولند ترامب، وهي الخروج من الرتابة والاستمرارية للمرحلة القديمة التي تمثلها هلاري كلينتون والمقروءة سلفا في أدائها على مدار سنوات. وأشارت إلى أن العالم يقف على رؤوس أصابعه في انتظار ما سيفعله الرئيس الجديد الغريب الأطوار، لافتة إلى أنه يجب الأخذ بالاعتبار أن مقاربة مختلفة لقضايا الشرق الأوسط ستكون لدى الإدارة الجديدة، والاعتبار كذلك للدور المؤسسي للقرار الأمريكي الذي سيقيد ترامب ويعقلن أداءه، "إذ ترامب الرئيس لن يكون هو ترامب المرشح كما دل على ذلك خطاب الفوز المكتوب سلفا". ومن جهتها، كتبت صحيفة (الرأي) أن المعركة الانتخابية الأخيرة في أمريكا، برز فيها اتجاه جديد في ممارسة السياسة العامة يمكن في أحسن الأحوال وصفه ب "الشعبوية والصوت العالي"، وفي أسوأ الحالات "غوغائية". واعتبرت، في مقال، أن المرشح الجمهوري دونالد ترامب يمثل نموذجا للغوغائية الأمريكية في الاتجاه اليميني ، وبيرني ساندرز، الذي نافس هيلاري كلينتون على ترشيح الحزب الديمقراطي، يمثل نموذجا للغوغائية الأمريكية في الاتجاه اليساري، مشيرة إلى أن هذه الحالة لا تقتصر على أمريكا ولا على الانتخابات الرئاسية فقط بل تمتد حول العالم، وتجد تجاوبا وصدى بين الجماهير وخاصة في موطن الديمقراطية، أي أوروبا الغربية وشمال أمريكا. أما صحيفة (الدستور)، فتناولت العلاقات بين الأردنوالولاياتالمتحدة على خلفية انتخاب الرئيس الأمريكي الجديد، ونقلت، في هذا الصدد، عن وزير الدولة لشؤون الإعلام، الناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني، قوله أمس إن "علاقتنا مع الولاياتالمتحدةالأمريكية علاقات صداقة استراتيجية في الأبعاد الاقتصادية والسياسية والعسكرية والأمنية وهي علاقة حقيقية على مستوى المؤسسات وليست فقط على مستوى القيادات بين البلدين". وأضافت الصحيفة أن المومني، أكد خلال برنامج بثه التلفزيون الأردني، أيضا "أن هناك تقدير كبير لمواقف الأردن ودوره في كافة المحافل الدولية"، مشيرا بهذا الخصوص إلى أن الولاياتالمتحدةالأمريكية دولة مؤسسات، والتعاون معها مستمر بصرف النظر عن نتائج الانتخابات. وفي السعودية كتبت صحيفة (الشرق) تحت عنوان "تكتل خليجي يعز ز الاقتصاد ويواجه التقلبات"، أن دعوة ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز إلى تكتل خليجي لتعزيز الاقتصاد والتنمية تأتي في وقت يشهد فيها العالم الكثير من التقلبات ويدعو دول الخليج العربي إلى تكتل اقتصادي لمواجهتا، سيما وأن هذه الدول تمتلك الكثير من الفرص لتحقيق مزيد من النمو والازدهار، والحفاظ على ما تحقق من منجزات خلال العقود الماضية. وفي هذا الإطار، اعتبرت الصحيفة أن الدعوة إلى مثل هذا التكتل يأتي في وقت شديد الحساسية يجعل من دفع عجلة النمو بدول الخليج أمرا ملحا من أجل إحداث نقلة نوعية لمسيرة التنمية الاقتصادية الخليجية وتعزيز فاعلية الاقتصاد الخليجي وقدرته التنافسية والتفاوضية على المستوى العالمي. وتفاعلا مع فوز الجمهوري رونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، كتبت صحيفة (الجزيرة) في افتتاحيتها تحت عنوان "في ظلال الدموع"أن لا أحد كان يتوقع أن تخسر هيلاري كلينتون فرصتها في السباق إلى البيت الأبيض وسط إجماع على أنها دخلت المنافسة دون أن يكون الرئيس ترامب منافسا لها، قبل أن يخطف الفوز بأعجوبة وباكتساح كبير. وتابعت أن كلمة الوداع العاطفية التي ألقتها كلينتون وبلغتها الجميلة أثرت حتى في خصومها، بيد أن "أجمل ما في خسارتها أننا ودعنا الحقبة (الأوبامية) التي أظهرت الولاياتالمتحدةالأمريكية وكأنها دولة صغيرة لا الدولة الأولى في العالم". وقالت إن السيدة كلينتون لو نجحت في حملتها لسارت على خطى سياسة أوباما وهو ما ظلت تردده في خطاباتها، ما أفقدها تعاطف الكثير من الناقمين على سياسة أوباما، لافتة إلى أنه ربما قد يكون من المصلحة لأمريكا ولدول العالم، أن تشهد الولاياتالمتحدةالأمريكية رئاسة جديدة بتوجهات وسياسات مختلفة خلال السنوات الأربع القادمة. وعن تداعيات الانتخابات الأمريكية على الملف السوري، اعتبرت صحيفة (الرياض) في افتتاحيتها تحت عنوان "ترامب والأزمة السورية" أن وصول ترامب إلى البيت الأبيض لا يبعث على التفاؤل فيما يخص الملف السوري بالنظر إلى تصريحاته خلال الحملة الانتخابية والتي تدفع إلى الاعتقاد أن الحرب الدائرة في سورية قد تستمر فترة أطول في حال ظلت قناعات ترامب عما كانت عليه في حملته الانتخابية. وقالت إن ترامب يرى في حرب داعش أولوية يجب التركيز عليها، فيما لم يتطرق إلى الحل السياسي في سورية لا من قريب ولا من بعيد، وهو ما يعنى انسدادا كاملا في أفق الحل السياسي للأزمة في هذا البلد. وفي المقابل، لا تستبعد الصحيفة تغييرا في موقف ترامب تجاه عدد من القضايا ومنها الأزمة السورية، سيما وأنه كان بعيدا كل البعد عن عالم السياسة ودهاليزه وتفرعاته، وهو ما سيجعل من دور مستشاريه أمرا حاسما في اتخاذ القرارات المتعلقة بالقضايا الدولية والشائكة منها على وجه الخصوص. وبلبنان ما زالت المشاورات لتشكيل الحكومة تستحوذ على اهتمام الصحف، إذ كتبت (الجمهورية) تقول إن سعد الحريري المكلف بتشكيلها يسعى "وسط ح رص رسمي على ضرورة إنجاز التشكيلة الحكومية الجديدة قبل عيد الاستقلال"، يمضي في مساعيه لتذليل العقبات التي تعوق الولادة الحكومية في غير اتجاه. ونقلت الصحيفة عن مصادر مواكبة لمشاورات تشكيل الحكومة تأكيدها أن عملية التشكيل قطعت شوطا "لا بأس به" وأن الشوط الأخير لم يعد يحتاج سوى لتكثيف الاتصالات للتسريع، إذ إن الحقائب الست التي تعود للطائفة الشيعية لم تعد عقبة أمام التأليف، مشيرة الى أنها حسمت في خمس حقائب وحقيبة دولة. أما (الأخبار) فاعتبرت أنه وبعد أسبوع على تكليف سعد الحريري بتشكيل الحكومة، تقف "الفيتوات" المتبادلة، على وزارة المالية ومنح (حزب القوات اللبنانية)، الذي يترأسه سمير جعجع، حقيبة سيادية، حاجزا أمام تشكيل الحكومة. وفي المقابل، تقول الصحيفة، يصر (حزب القوات اللبنانية) على تول ي حقيبة سيادية، الأمر الذي لا يمانعه رئيس الجمهورية ميشال عون وسعد الحريري كما أن هناك "فيتو" واضح دونه من بقية القوى السياسية. من جهتها كشفت (النهار) أن الحريري سيزور قصر بعبدا في عطلة نهاية الأسبوع لاطلاع رئيس الجمهورية ميشال عون على نتائج الاستشارات التي يواصل إجراءها مع مختلف القوى السياسية. وقالت، نقلا عن مصادرها، إن أبرز العقد التي تعترض عملية تشكيل الحكومة هي ممانعة (حزب الل)" من إعطاء (حزب القوات اللبنانية) أية حقيبة سيادية.