يستعد المعارض الجزائري هشام عبود لعقد مؤتمر صحفي برفقة محاميه للكشف عن تفاصيل اختطافه المثير للجدل في إسبانيا، وهي الحادثة التي هزت الرأي العام في البلاد وأثارت ردود فعل واسعة النطاق على المستوى الأوروبي. يأتي هذا المؤتمر بعد نجاح السلطات الإسبانية في تحرير عبود، الذي وُجد في حالة صحية متدهورة، بعد احتجازه في فيلا ببرشلونة، عقب اختطافه في العاصمة مدريد فور وصوله من فرنسا. تفاصيل عملية التحرير والتعاون الاستخباراتي وفقاً لمصادر مطلعة على التحقيقات، تمكنت السلطات الإسبانية من تحرير عبود بفضل تعاون وثيق مع جهاز مخابرات أجنبي، يُرجح أنه فرنسي، حيث ساعد في تتبع مكالمات هاتفية كانت الخيط الأساسي في تحديد موقع عبود والخاطفين. أسفرت العملية عن اعتقال أربعة أفراد يشتبه في تورطهم المباشر في حادثة الاختطاف، فيما يخضع عبود الآن لعناية طبية مكثفة للتعافي من الأضرار الجسدية والنفسية التي لحقت به أثناء احتجازه. ضغوط حقوقية وتحركات سريعة اختفاء عبود فور وصوله إلى إسبانيا دفع بالعديد من المنظمات الحقوقية إلى إطلاق نداءات عاجلة للمطالبة بتحريره، مما زاد من الضغط على السلطات الإسبانية للتحرك السريع وتكثيف الجهود للعثور عليه. وقد لقيت جهود الشرطة الإسبانية إشادة واسعة بعد نجاحها في تحريره وإفشال خطط الخاطفين التي يقال إنها كانت تهدف إلى نقله "بشكل غير قانوني" إلى الجزائر، أو ربما تصفيته. تكهنات بتورط جهات جزائرية الإعلام الإسباني سلط الضوء على تكهنات تشير إلى تورط جهات نافذة من النظام الجزائري في عملية الاختطاف، وهو ما أثار مخاوف بشأن التأثيرات المحتملة لهذه القضية على العلاقات الدبلوماسية بين مدريدوالجزائر، التي تشهد بالفعل توتراً في الفترة الأخيرة. ورغم عدم صدور أي تأكيد رسمي حول هذه الادعاءات حتى الآن، فإنها قد تزيد من تعقيد الوضع الدبلوماسي القائم. أسئلة حول أمن المعارضين في أوروبا الحادثة أعادت فتح النقاش حول مدى أمان المعارضين والصحفيين المنتقدين للأنظمة الاستبدادية في أوروبا، وخاصة في إسبانيا التي تُعد ملاذاً لعدد من الشخصيات المعارضة. كما أثارت تساؤلات حول الظروف المحيطة باختطاف عبود ومستوى التهديدات التي يواجهها المعارضون الجزائريون حتى على الأراضي الأوروبية. تحقيقات مستمرة وشهادة عبود اليوم، من المنتظر أن يدلي هشام عبود بشهادته أمام المحققين الإسبان للكشف عن تفاصيل اختطافه والجهات المحتملة المتورطة فيه، بينما تواصل السلطات الإسبانية تحقيقاتها لكشف جميع ملابسات القضية. ومع استمرار التحقيقات، تبقى الأنظار متجهة نحو تداعيات هذه الحادثة على الصعيد الدولي، وما قد تحمله من تأثيرات على العلاقات بين إسبانيا والجزائر. المصدر : الصفحة الرسمية للصحافي محمد واموسي