تداول مجموعة من النشطاء خلال الفترة الماضية صورا تخص مهرجانات وأنشطة احتفالية بمحاذاة مساجد ببعض قرى جهة سوس ماسة، وهو ما اعتبر البعض أن فيه "مساسا بقدسية ورمزية المسجد كمكان للعبادة يستوجب التوقير". وارتفع منسوب الحديث حول هذا الموضوع بعد إقامة مهرجان "تملالت البرج" بجماعة أربعاء الساحل بإقليم تيزنيت في إحدى الساحات المحاذية لمسجد، وذلك تزامنا مع الأنشطة الثقافية والاحتفالات المحلية المنظمة بمناطق أخرى بالجهة. وفي الوقت الذي دعا فيه عدد من النشطاء بالوسائط الرقمية إلى مقاطعة هذه الفعاليات، اعتبر آخرون أن الأمر يبقى عاديا، شريطة احترام تام لأماكن العبادة وأوقات الصلوات. وتفاعلا مع الموضوع، كشف الحسين بويعقوبي، أستاذ الأنثروبولوجيا بجامعة ابن زهر بأكادير، أن "ارتباط "أسايس" بالمسجد هو أمر عادي ومألوف لدى الجميع في إطار منظومة ثقافية لا ترى أي تعارض بين الفضاءين". وأوضح بويعقوبي أن "التحول الذي وقع على مستوى عقلية بعض الأشخاص وطبيعة الأفكار الجديدة التي يتبنونها جعلاهم يرون تنظيم حفل على مقربة من المسجد أمراً غريبا، في حين أن هو الشيء الطبيعي لمدة قرون في كل البوادي المغربية". وصلة بالمهرجان الذي أقيم بمنطقة "تملالت البرج" بجماعة أربعاء الساحل، والذي حرك في الأساس نقاشا حادا حول الموضوع، أكد المتحدث أن "هذا المكان الذي نتحدث عنه اليوم ظل مكان شيوخ الدوار قبل صلاة العصر لتبادل الأخبار والحديث عن أحوال البلاد والعباد، كما ظل محافظا على دوره منذ قرون مكانا لاستضافة الحفلات الوطنية والمحلية".