أقدمت السلطات الإقليمية في إنزكان بمعية مجلس جماعة المدينة، صباح أمس الخميس، على هدم سوق الفواكه والخضر بالجملة ونصف الجملة في مدينة إنزكان، وذلك بعد أقل من أسبوع على إغلاقه بقرار جماعي، في خطوة اعتبرتها بعض الهيئات التجارية والمهنية جريئة وسابقة في تاريخ المدينة، في حين اعتبرتها هيئات أخرى هدم لسوق عمر حوالي 36 سنة، ويعتبر جزء لا يتجزأ من تاريخ المنطقة والجهة عموما. وانتشرت تدوينات عديد المتتبعين للشأن المحلي في مدينة إنزكان، من أكاديميين وجمعويين، يتساءلون من خلالها عن مآل المساحة الشاسعة التي كان السوق المعني يشغلها، والتي تبلغ 6 هكتارات، في ظل انعدام الوعاء العقاري، والإختناق الكبير الذي تعرفه المدينة، وناشدوا المسؤولين بعدم تفويتها للقطاع الخاص أو استعمالها لغرض آخر غير تخصيصها كفضاء عمومي تستفيد منه الساكنة، باعتبار المساحة المعنية ستكون بمثابة الرئة التي تتنفس بعا إنزكان، حسب تعبيرهم. ومن جهة أخرى، اقترح الحسين انير بويعقوبي، الأستاذ الجامعي بجامعة ابن زهر، في تدوينة له عبر حسابه الشخصي، تخصيص الساحة التي كان يشغلها سوق للفواكه والخضر سالف الذكر ساحة شبيهة ب”جامع الفنا” في مراكش قائلا: “انتابني أمل كبير أن تتوفر انزكان على متنفس بعدما حوصرت بالإسمنت من كل جانب، وتذكرت ساحة جامع الفنا بمراكش وساحة الهديم بمكناس وما توفرانه من تنشيط ثقافي وسياحي وتجاري واجتماعي للمدينتين، اذ لا شيء ينقص انزكان لتتوفر على ساحة نشيطة تعكس عمقها الثقافي المتجذر، فهي تتوفر على مدينة قديمة ذات أبواب معروفة وأزقة صغيرة تلتقي في ساحة أسايس التاريخية، كما تحتفظ المدينة على أشكال ثقافية متنوعة (اسمكان، بيلماون، عيساوة، المجموعات الموسيقية،…) ولا زال فن الحلقة مستمرا في المدينة ويقاوم أسباب الانقراض بمحاذاة المحطة الطرقية”. وأضاف نفس المتحدث: “كل هذه المعطيات تجعل من تحويل هذه الست هكتارات الى متنفس ثقافي على شاكلة جامع الفنا أمرا ممكنا إن توفرت الارادة لدى مدبري الشأن المحلي، والتوفر على رؤية استراتيجية مستقبلية، ليس فقط لمدينة انزكان بل لأكادير أيضا، المدينة التي تسعى لتطوير السياحة الثقافية، ولجهة سوس ماسة عامة، من حقنا أن نحلم، ومن يدري فقد يتحقق الحلم في الواقع”. يشار أن وفد رسمي يترأسه والي جهة سوس ماسة، افتتح الجمعة الماضي، المعلمة التجارية الجديدة والضخمة على المستوى الجهوي والوطني، ويتعلق الأمر بافتتاح سوق الفواكه والخضر بالجملة وبنصف الجملة الجديد في المنطقة الجنوبية لمدينة إنزكان، في خطوة استحستنها بعض الهيئات التجارية والمهنية، واعتبرتها سابقة، بالنظر إلى مساحتة الشاسعة التي تبلغ حوالي 13 هكتار، تضم 413 محل بزيادة %30 من المساحة مقارنة مع السوق القديم، قاعة مغطاة خاصة بالطماطم، 674 مربع للعرض، قاعة كبرى للعرض بالإضافة إلى مسجد ومرافق إدارية وصحية وساحات شاسعة.