أول مركز هاتفي أوتوماتيكي تم التفكير في إنجازه، كان من طرف المقاول الأمريكي ستراوجر. والسبب قصة حقيقية بطلتها امرأة. وقعت القصة بينه وبين منافسه في السوق، وكان الاثنان يعملان في مجال صناعة توابيت الموتى. تقول القصة إن زوجة منافس ستراوجر كانت تعمل في مركز هاتفي يدوي، وكانت تستغل عملها لتزويد زوجها بمعطيات عن الزبائن الذين يتهيؤون لجنازة، وذلك لتمكين زوجها من الاتصال بهم، وإخبارهم بعروضه لعقد الصفقات وإنجاز توابيت الموتى الخشبية. هذا العمل جعل المقاول ستراوجر يفقد حصة مهمة من السوق وتعرف مقاولته تراجعا كبيرا في رقم معاملاتها لصالح غريمه في المهنة حتى أصبح على حافة الإفلاس. هذه صورة المخترع الأمريكي براون ستراوجر (1839-1902) لمعالجة الأمر وإنقاذ شركته من الإفلاس بدأ ستراوجر يبحث عن طريقة لإنجاز تقنية تقوم بنفس العمل الذي تقوم به نساء الهاتف لكن بشكل أوتوماتيكي. الأمر يعني الاستغناء عن نساء الهاتف، والتمكين من إجراء المكالمات دون أن تتمكن النساء من التنصت عليها. استعان المقاول بخبرة تقنيين ومهندسين، قاموا بصناعة أجهزة أوتوماتيكية تحاكي حركات نساء الهاتف في إقامة الاتصالات بين الخطوط الهاتفية. هكذا تمت ولادة أول مركز هاتفي أوتوماتيكي الذي بدأ يتطور وينتشر في العالم لطي صفحة طبعت تاريخ الاتصالات اسمها "نساء الهاتف". الصورة التالية توضح عمل هؤلاء النساء في حقبة طبعت تاريخ الاتصالات. الصورة توضح العمل اليدوي الذي تقوم به النساء وإمكانية التنصت بكل أريحية. وهو ما كانت تقوم به زوجة منافس ستراوجر الذي صنع مركزا هاتفيا أوتوماتيكيا وجعل تلك الزوجة عاطلة عن العمل. هذه هي قصة إنشاء أول مركز هاتفي أوتوماتيكي لتبدأ مرحلة جديدة في تاريخ الاتصالات وهي مرحلة المراكز الهاتفية الأوتوماتيكية التي عوضت المراكز اليدوية. سعيد الغماز