أول جملة في التاريخ تمر عبر الهاتف "تعال هنا يا سيد ويتسون، إني في حاجة إليك" كان صاحبها الكندي غراهام بيل. حينما تعرض جابر ابن حيان لحملة من الإشاعات حول اختراعاته وخاصة اكتشافه سائل الذهب الذي أطلق عليه اسم "الماء الملكي"، واجه منتقديه بمقولة ظلت شهيرة حتى وقتنا الراهن يقول فيها "صنعتُه بيدي وكان في عقلي من قبل". وهي مقولة تعكس المنهج العلمي الذي يسير على خطاه أي مخترع. فكما يقال كل اختراع يبدأ بفكرة. ثم يقوم المخترع بتجريب تلك الأفكار حتى يجد الطريق السالك للاختراع. لكن اختراع الهاتف لم يسلك طريق جابر ابن حيان في منهجية الاختراع، وإنما كان اختراعا بمحض الصدفة. فما هي حكاية اختراع الهاتف؟ كانت زوجة الكندي غراهام بيل وأمه، تعانيان من ضعف في السمع. فأراد بيل استعمال مهاراته التقنية لاختراع جهاز يساعدهما على تحسين سمعهما. شرع رفقة صديقه توماس ويتسون في العديد من التجارب التي أخطأت طريق تقويم السمع لتسلك طريق اختراع لم يكن في حسبان الرجلين. بيل وهو مقيم في كندا منذ العام 1870 شرع في تجاربه رفقة مساعده توماس ويتسون حتى استطاع بأبحاثه تحويل صوت الإنسان إلى ذبذبات كهربائية، وهو الاكتشاف الذي مكن نقل الصوت عبر سلك كهربائي من الجهاز الذي يستعمله بيل إلى جهاز آخر يستعمله مساعده ويتسون في غرفة مجاورة. بيل في غرفته يقول: "تعال هنا يا سيد ويتسون، إني في حاجة إليك" وهي الجملة التي وصلت لويتسون عبر جهازه في الغرفة الأخرى يوم 10 مارس 1876. أدرك حينها غراهام بيل بحدسه المخترع، أن ما توصل إليه من أبحاث، ليست مرتبطة بتقويم السمع، وإنما هي أبحاث تنقل صوت الإنسان إلى مسافات كبيرة عبر جهازه المغناطيسي. فتخلى عن فكرة اختراع جهاز لتحسين السمع، وشرع في تعميق أبحاثه حول نقل صوت الإنسان لمسافات بعيدة. استمر بيل في أبحاثه إلى أن تمكن من صنع أول هاتف في العالم توضحه الصورة التالية: هذه هي قصة اختراع الهاتف، وهكذا استطاع هذا الجهاز الذي ظهر في عالمنا بمحض الصدفة أن يغير معالم حياتنا حتى أصبحنا نعيش عصر وسائل التواصل الاجتماعي والرقمنة والذكاء الاصطناعي. سعيد الغماز