تعود انفجارات الألغام لتلقي بظلالها مرة أخرى على الساحة بأساس الزاك، ففي صباح يوم السبت الماضي، انفجر لغم أرضي خطير بمنطقة المحبس التابعة للإقليم ما أدى إلى وفاة سائق سيارة ذات الدفع الرباعي المدعو “أحمد الريكاط وداها” والذي هو من مواليد سنة 1970 بآسا والأب لخمسة أبناء، كما جرح معه ابنه الأصغر المسمى عبد الرحمان 1و الثلاث سنوات، بعدما أصيب على مستوى الرأس والوجه بشظايا خطيرة وجروح خفيفة على مستوى الصدر .بالمقابل، انشطرت السيارة إلى عدة أجزاء بموقع وقوع الحادث. وتأتي هي الحادثة المأساوية بعد أقل من شهر من وقوع حادثة مماثلة أسفرت عن وفاة أحد المستخدمين التابعين لشركة أمريكية تقوم بعمليات التنقيب عن البترول بالمنطقة، على إثر تعرض شاحنة تابعة لهذه الشركة هي الأخرى لانفجار مماثل يوم الجمعة 21 أكتوبر 2011 بالمكان نفسه ما أدى إلى انشطارها إلى عدة أجزاء أيضا. ولعل هذا الحدث الأليم يأتي ليؤكد استمرار مسلسل النزيف الدموي الناتج عن انتشار حقول الألغام ببعض المناطق بجنوب المغرب، بعدما تم زرع مئات الآلاف من الألغام بالمنطقة منذ 31 أكتوبر 1975 تاريخ بداية الصراع السياسي والنزاع العسكري القائم حول الصحراء المغربية بين الدولة المغربية من جهة وجبهة البوليساريو من جهة ثانية، دون وضع خرائط لأماكن الألغام حيث ظلت المنطقة تعرف انتشارا واسعا للألغام إما على شكل ألغام أرضية أو عناقيد أو بقايا من العتاد الحربي، حتى أصبحت المنطقة تضيق بأهلها رغم شاسعة مساحتها من هول هذا المشكل الذي خلف مئات القتلى و الجرحى ذوي العاهات و التشوهات والإعاقات المستديمة والأسر المشردة. هذا، وعلى إثر هذا الحادث، دعت إحدى الجمعيات بالمنطقة في بيان توصلت “أكادير24″ بنسخة منه، الدولة المغربية إلى التدخل لتنقية المناطق التي تتواجد بها حقول الألغام ( البيرات ، المحبس ، الفرسية، تويزكي…) والتي تحصد أرواح الأبرياء، كما جددت لها الدعوة لبدل مجهودات جدية لتحديد الأماكن التي تتواجد بها الألغام ووضع إشارات بها و كذا وضع خرائط لذلك مع القيام بحملات تحسيسية بمخاطر الألغام مع ضرورة إحصاء كافة ضحايا هذا الملف وإلزامية تسليمهم محاضر الحوادث وتوفير الضمانات الكفيلة لوضع حد لمعاناتهم على مختلف الأصعدة سواء الطبية والنفسية والاجتماعية، فضلا عن إلزامية جبر الضرر والتعويض المادي والمعنوي لهم ولذويهم.