تتواصل معاناة الفلاحين بسبب آفة دودة الطماطم "Tuta Absoluta" التي تلاحق محاصيلهم الزراعية، مخلفة خسائر مهمة داخل بعض الحقول. وحسب ما أورده بعض الفلاحين، فإن هذا الفيروس لم يسلم منه أي مزارع نظرا لصعوبة احتوائه، مؤكدين أنه يتسبب في خسائر تصل إلى 20 في المائة من الإنتاج، بينما ترتفع إلى 35 في المائة عند اقترانها بفيروس تجعد وتقزم الطماطم (ToBRFV). وأفاد هؤلاء بأن هذا المرض قد يؤدي إلى اقتلاع النباتات بالكامل، وهو سيناريو متكرر حتى في المزارع التي تتبع أفضل الممارسات الزراعية وتبذل جهودا كبيرة للوقاية منه، إذ أنه بدون الجهود المبذولة، يمكن أن تصل الخسائر إلى 70 في المائة أو أكثر. ولفت ذات المهنيين إلى أن حدة الضرر تزداد بشكل خاص قبل الحصاد، وقد تصل نسبة الاقتلاع إلى 100 في المائة، معتبرين أن الأضرار المسجلة منذ شهر يونيو تدعو للقلق بشأن التأثيرات المحتملة على الموسم القادم. وتفاعلا مع هذا الموضوع، كشف رئيس الفيدرالية البيمهنية المغربية لمنتجي ومصدري الفواكه والخضر، الحسين أضرضور، أن دودة الطماطم معطى ليس وليد اللحظة، وفي حال عدم يقظة الفلاح فإن المرض ينتشر بسرعة. وأكد أضرضور أنه تم تسجيل بعض الأضرار على مستوى مناطق معينة، لكنه اعتبر أن هذا الأمر لن يؤثر على الإنتاج الوطني من الطماطم، وفق تعبيره. لكن في المقابل، شدد المتحدث على وجوب اتباع الأدوية والمبيدات اللازمة من أجل وقاية البيوت المغطاة ومحاربة انتشار دودة الطماطم أو الفيروس، لأن انتشاره سيؤدي إلى القضاء على المحصول بشكل كلي. يذكر أن مزارعي الطماطم بالمغرب يعانون منذ سنة 2008 من تداعيات إضرار دودة الطماطم بمحاصيلهم الزراعية، فعلى الرغم من جهودهم المبذولة من أجل السيطرة على هذه الآفة، إلا أنها تظل مصدرا للقلق، حيث كبدهم خسائر فادحة خلال فترات متفرقة. ويحد من جهود مواجهة هذه الآفة تطوير دودة الطماطم مقاومة كبيرة للمبيدات الحشرية المستخدمة تقليديا، مثل "الأبامكتين"، كما أن الأمر يزداد تعقيدا بسبب القيود المفروضة على استخدام المبيدات الحشرية، حيث تسمح أوروبا هذا العام بخمسة مواد فعالة فقط. ويرى الفلاحون بأن استبعاد المبيدات الحشرية الفعالة التي تحتوي على "سبينوساد" من قائمة المواد المسموح بها، يفاقم من صعوبة مكافحة هذه الآفة، ناهيك عن مساهمة ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة هذا الصيف في انتشار دودة الطماطم بشكل كبير.