الحسين عموتة مدرب الألقاب والنجاحات بامتياز. فقد فرض الرجل العصامي نفسه في الساحة الرياضية بكل جدارة واستحقاق. الرجل يتمتع بسمعة تدريبية مميزة على مستوى الأندية والمنتخبات في آسيا وأفريقيا، كما أنه حقق العديد من الإنجازات اللافتة أبرزها قيادة السد القطري إلى الفوز بلقب الدوري موسم 2012-2013، والكأس المحلية 2014 و2015، وكأس الشيخ جاسم 2014، قبل أن يقود الوداد البيضاوي إلى إحراز الدوري المغربي في 2016 ثم في الموسم التالي إلى لقب دوري أبطال أفريقيا. كما سبق له أن قاد الفتح الرباطي المغربي إلى لقبَي الكأس المحلية وكأس الاتحاد الأفريقي في 2010. وآخر إنجازاته مع الفِرق، قيادته الجيش الملكي إلى لقب الدوري المغربي في 2023. وكلاعب سبق للحسين عموتة اللعب في الدوري الإماراتي مع نادي الشارقة موسم 2002-2003، حيث توج بلقب كأس رئيس الدولة. وحقق نجاحات مميزة كلاعب ومدرب في الدوري القطري مع نادي السد. وبلغت إنجازات الحسين عموتة قمة شامخة مع المنتخب الأردني حيث قاده لأول مرة في تاريخ الأردن الكروي، إلى نهائي كأس آسيا، بعد أن تغلب على منتخبات قوية كالمنتخب العراقي ومنتخب كوريا الجنوبية. ولعب النهائي مع المنتخب القطري صاحب الأرض والجمهور، وانهزم بصعوبة بعد أن قدم رفقة اللاعبين مباراة كبيرة. وظلت مسيرة مدرب المنتخب الأردني في تصاعد حيث تمكن في آخر مباراة من التغلب على المنتخب السعودي في عقر داره وأمام مدربه الإيطالي مانشيني. وعلى إثر هذه الهزيمة المفاجئة، غادر المدرب الإيطالي الملعب غير مصدق هزيمته أمام مدرب مغربي، ومن ملامحه نقرأ أنه لن ينسى هذه المباراة مع المنتخب الأردني بقيادة المدرب عموتة. ما يميز ناخب الفريق الأردني هو اعتماده على طاقم مغربي خالص يتكون من خمسة كوادر كل واحد في تخصص معين، وهو ما يجعله منتوجا مغربيا خالصا 100 في المئة. لكن…قرار الحسين عموتة بمغادرة المنتخب الأردني، رغم تشبث الجامعة الأردنية به، والاستحسان الكبير الذي تلقاه من الجمهور الأردني، ورغم أنه يعيش أحلى اللحظات التي يحلم بها أي مدرب ليعيشها مع الفريق الذي يدربه، خاصة إن كان منتخبا وطنيا، لأن الإنجاز تختلط فيه روح الانتصار بالروح الوطنية التي تجعل من الناخب بطلا قوميا وإن كان أجنبيا عن البلاد. حقيقة، إنه قرار غير مفهوم وحيثياته غير معلومة، ولم يسبق لمدرب أن ترك منتخبا وطنيا في عز الإنجازات، لينتقل إلى تدريب فريق في دوري خليجي. إن كانت الأموال وراء هذا القرار، فسيكون سي عموتة قد ارتكب خطأ تاريخيا في مسيرته، سيبقى منقوشا في ذاكرة التاريخ، وستظل الجماهير الأردنية تذكر هذا القرار الخاطئ ومعها الجماهير المغربية التي افتخرت بمدرب من طينة الحسين عموتة، وبفضله بدأت هذه الجماهير المغربية تتابع مسيرة المنتخب الأردني وتشاهد مبارياته بل وتشجعه لأن مدربا مغربيا وراء هذا المنتخب. وإذا كانت هناك حيثيات أخرى لم يتحدث عنها السيد عموتة، فتلك قصة أخرى سيكشف عنها التاريخ، فهو الفيصل في مثل هذه الأحداث. سعيد الغماز