صنع المدرب المغربي الحسين عموتة نسيجا فنيا متوازنا يحمل جرأة هجومية، فقاد منتخب الأردن لكرة القدم لبلوغ نهائي بطولة كأس آسيا للمرة الأولى في تاريخه. وخلال البطولة القارية المقامة حاليا في قطر، قدم الأردن تحت قيادة عموتة أداء مبهرا قبل أن يصل "النشامى" في لقاء كوريا الجنوبية اليوم الثلاثاء ضمن الدور نصف النهائي إلى ما يمكن اعتباره "الكمال التكتيكي والفني" في كرة القدم ليطيح الأردنيون ب"الشمشون" أداء ونتيجة (2-0).
وجاء عموتة إلى الأردن، قادما من تجربة تدريب قصيرة مع الجيش الملكي المغربي، الذي قاده في آخر مباريات الموسم الماضي.
ومشواره مع الأردن هو أول تجربة حقيقية له مع منتخب أول، بعد حوالي 17 عاما من تدريب الأندية ومنتخبات الفئات العمرية والمحليين.
من هو عموتة؟
الحسين عموتة من مواليد 24 أكتوبر 1969 بمدينة الخميسات بالمغرب، هو لاعب كرة قدم مغربي سابق كان يلعب في مركز الوسط.
بدأ مسيرته كلاعب في نادي اتحاد الخميسات في مسقط رأسه عام 1988. بعدها انضم إلى نادي الفتح الرياضي الرباطي وقضى معه ست سنوات، ثم انتقل إلى نادي السد عام 1997، وتوج بالدوري وبكأس الأمير وكأس ولي العهد. وكان هداف الدوري في ذلك الموسم.
وقضى فترات في الإمارات العربية المتحدة مع نادي الشارقة، وفي المملكة السعودية مع نادي الرياض تم عاد إلى نادي قطر.
المنتخب المغربي
شارك عموتة مع المنتخب المغربي تحت 23 عاما في بطولة كرة القدم خلال دورة الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 1992. ولعب في المباراة الثانية ضد السويد.
وكان أول ظهور لعموتة مع منتخب المغرب الأول في 2 سبتمبر 1990 خلال تصفيات كأس الأمم الإفريقية 1992، في المباراة التي انتهت بانتصار المغرب على موريتانيا بنتيجة 4-0.
كان عموتة واحدا من المدربين القلائل، الذين تولوا التدريب وفي نفس الوقت دخلوا إلى المباراة كلاعبين.
وحدث ذلك في بعض المباريات، خلال بداية مسيرة عموتة التدريبية مع فريقه الأم في مدينة الخميسات.
وحقق مع هذا النادي المتواضع (اتحاد الخميسات) أداء مميزا، وصل من خلاله إلى وصافة الدوري المغربي في موسم 2007/2008، ما أهله للمشاركة في دوري أبطال إفريقيا لأول مرة في تاريخه.
ورحل عموتة عن اتحاد الخميسات بعد ثلاثة مواسم ناجحة، لكن نتائج النادي تدهورت بشكل كبير بعدها، ليهبط إلى الدرجة الثالثة.
انطلاقة عموتة في مجال التدريب
بعد تجربته مع اتحاد الخميسات، تولى عموتة تدريب الفتح الرباطي خلال موسمي 2009-2010 و 2010-2011، وحقق معه كأس العرش المغربي وكأس الاتحاد الإفريقي.
وفي عام 2011، عين عموتة في منصب المدير الرياضي لنادي السد القطري، قبل أن يتم تعيينه بديلا للمدرب خورخي فوساتي في عام 2012.
وخلال فترة إشرافه على السد، درب عموتة مجموعة مميزة من اللاعبين أشهرهم تشافي هيرنانديز المدرب الحالي لنادي برشلونة.
وفي يناير 2017، تعاقد الإطار الوطني مع نادي الوداد الرياضي المغربي لمدة موسم ونصف، وحقق معه الدوري المغربي ودوري أبطال إفريقيا.
في ديسمبر 2019، وقعت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم عقدا مع عموتة، كمدرب للمنتخب الوطني المحلي.
وقد حقق معه بطولة أمم إفريقيا للمحليين 2020 التي أقيمت بالكاميرون، بالإضافة إلى الوصول للدور ربع النهائي في كأس العرب 2021 بقطر.
وفي 18 غشت 2022، عين مدربا جديدا للوداد خلفا لوليد الركراكي. انتهت فترة تدريبه في بداية ديسمبر من العام نفسه.
من مايو إلى يونيو 2023، قاد الجيش الملكي المغربي كمشرف فني في آخر خمس مباريات المتبقية من الدوري المحلي، وذلك لأن قانون المدرب الذي تعتمده الجامعة الملكية المغربية، يمنع من تدريب فريقين في الدوري خلال الموسم نفسه، وفاز معه بلقب الدوري المغربي.