صارم، وكتوم وقليل الابتسامة، هكذا يصف أغلب متتبعي كرة القدم الوطنية، الإطار الوطني الحسين عموتة، مدرب المنتخب المحلي. صفات تحمل في طياتها سنوات من الخبرة والتمرس والاجتهاد، يعمل في صمت ليجعل انجازاته تتحدث عنه، وهو اليوم أمام فرصة لكتابة التاريخ من جديد في سجلات الاتحاد الإفريقي. يخوض عموتة، الذي يلقب بالداهية أو مورينيو المغرب، تجربة جديدة تتمثل في كأس إفريقيا للمحليين، ويطمح لإضافة لقب قاري جديد إلى خزينته المتخمة بأمجد الألقاب، كيف لا وهو الذي جمع بين دوري أبطال إفريقيا وكأس الاتحاد الإفريقي.
مسيرة عموتة انطلقت مع فريقه الأم اتحاد الخميسات عام 2004، وهو الفريق نفسه الذي بدأ معه مشواره لاعبا، كما استطاع أن يحقق نتائج إيجابية جدا، فبعد الصعود للقسم الأول في موسم جمع عموتة بين الممارسة والتدريب في آن واحد، ولم يخيب ظن مسيريه آنذاك، نافس على لقب البطولة حتى آخر جولات موسم 2007-2008 وتأهل لدوري أبطال أفريقيا في إنجاز غير مسبوق.
وانتقل عموتة إلى الفتح الرباطي ليقوده إلى القسم الأول، ثم للوصول إلى نهائي كأس العرش قبل الخسارة في المباراة النهائية أمام الجيش الملكي بركلات الترجيح.
وفي موسم 2009-2010 نجح عموتة في التتويج بأولى بطولاته بعدما حقق لقب كأس العرش على حساب المغرب الفاسي.
وعلى الصعيد الأفريقي، حقق لقب كأس الكونفدرالية بعد الفوز على النادي الرياضي الصفاقسي التونسي (3-2) في مباراة الإياب بعدما انتهت مباراة الذهاب بالتعادل السلبي، وعانده الحظ في الفوز بكأس السوبر الإفريقي، عندما خسر بركلات الجزاء مرة أخرى أمام مازيمبي الكونغولي.
بعدها انتقل عموتة للتدريب في الخليج، وعمل في نادي السد القطري عام 2011 ونجح في قيادته للتتويج بلقب الدوري موسم 2012-2013 بعد غياب خمس سنوات، وكأس الأمير 2014 و2015.
واصل عموتة تألقه عندما قاد الوداد الرياضي لثنائية البطولة الاحترافية ودوري أبطال إفريقيا، في موسم تاريخي ليلج الدائرة المغلقة للمدربين الذي تمكنوا من الظفر بلقب في منافستين قاريتين مختلفتين على غرار المصري محمود الجوهري و التونسي فوزي البنزرتي ، الهرمين في كرة القدم الافريقية، قبل أن تتم إقالته قبل كأس السوبر الإفريقي التي توج بها الوداد على حساب مازيمبي الكونغولي.
خطوات ابن الخميسات الثابتة في الملاعب الكروية، صاحبها مسار أكاديمي على أعلى مستوى، وتكوين مستمر في أبرز معاهد الكرة في قطر وأوروبا، فبعد إقالته من تدريب الوداد، سخر عموتة وقته للدراسة مع الكثير من الاجتهاد والتحصيل والتكوين الشخصي والرغبة في التطور، إلى أن استلم العارضة التقنية للمنتخب الوطني المحلي، ليساهم في تأهيل اللاعب المحلي وتطعيم المنتخب الأول بعناصر من البطولة الاحترافية.