تزنيت، المدينة العريقة ذات التاريخ الثقافي الغني، تستعد سنوياً لاستقبال أعداد كبيرة من الزوار خلال فصل الصيف، من بينهم الجالية المغربية المقيمة بالخارج والسياح المحليين والدوليين. لكن، يواجه هؤلاء الزوار واقعا غير مُرضٍ يتمثل في تكدس الأزبال والنفايات عند مداخل المدينة، مما يعكس صورة سلبية عن المدينة ويؤثر على تجربة الزائرين. من المؤسف أن نرى مداخل المدينة مغطاة بالنفايات، في حين أن المبادرات التنظيفية منعدمة أو غير فعالة، هذا الوضع يثير العديد من التساؤلات حول إدارة الجماعة الترابية والمجلس الإقليمي والجهود المبذولة للحفاظ على نظافتها. هذا، و رغم الجهود المحدودة التي قد تكون موجودة، إلا أنها تبدو غير كافية لمواجهة حجم التحديات، خاصة في فترات الذروة السياحية. وجود النفايات عند مداخل المدينة لا يؤثر فقط على جمالية المدينة، بل يمتد تأثيره إلى القطاعات الاقتصادية المختلفة. السياح الذين يأتون للاستمتاع بوقت ممتع قد يشعرون بالاستياء والانزعاج، مما يؤدي إلى تراجع السمعة السياحية للمدينة، كذلك، قد يتأثر الاقتصاد المحلي بشكل مباشر نتيجة لانخفاض أعداد السياح، وهو ما ينعكس سلباً على مداخل الفنادق والمطاعم والمحلات التجارية. الحفاظ على نظافة المدينة لا يقع على عاتق جهة واحدة فقط، بل هو مسؤولية مشتركة بين السلطات المحلية والجماعات الترابية والمواطنين والزوار. ينبغي على الجماعات الترابية بالإقليم والمجلس الإقليمي تبني استراتيجيات فعالة ومستدامة لإدارة النفايات، بما في ذلك زيادة عدد حاويات الأزبال وتنظيم حملات توعية بيئية، كما يتعين على المواطنين والزوار الالتزام بممارسات النظافة العامة وعدم رمي النفايات في الأماكن العامة. تزنيت، بمكانتها التاريخية والثقافية، تستحق أن تكون في أفضل حالاتها لاستقبال زوارها، إن معالجة مشكلة النفايات عند مداخل المدينة ليست فقط مسألة جمالية، بل هي جزء من الجهود الرامية لتعزيز السياحة والاقتصاد المحلي