يشهد سوق الفواكه بالمغرب ارتفاعا صاروخيا في أسعار الموز والتفاح، حيث لامس سعر الكيلوغرام الواحد منهما 20 درهما، وهو رقم قياسي لم يسبق له مثيل. وأثار هذا الارتفاع المفاجئ في سعر هاتين الفاكهتين اللتين يقبل المغاربة على اقتنائهما بشكل كبير موجة من الاستياء والغضب في صفوف الكثيرين، حيث انتقد هؤلاء تحولهما من فاكهة شعبية في متناول الجميع إلى سلعة فاخرة يصعب اقتناؤها في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها العديد من الأسر المغربية. وبحسب مهنيين، فإن أسباب الارتفاع تعود بشكل أساسي إلى قلة العرض، حيث يشير هؤلاء إلى أن الإنتاج المحلي للموز خلال فصل الصيف ضئيل للغاية، وذلك إضافة ارتفاع تكلفة استيراد الموز بسبب أزمة شديدة ناتجة عن الكوارث الطبيعية والظروف المناخية السيئة. وبخصوص التفاح، أكد هؤلاء أن التفاح اليوم غير موجود في سوق الجملة، بل إن هناك كميات قليلة فقط كانت مخزنة في "الفريجو" لأنه ليس موسمه، وبالتالي وصل سعره إلى 20 درهم في بعض المناطق و25 درهم في مناطق أخرى. وأجمع هؤلاء على أن تعدد الوسطاء يلعب بدوره دورا هاما في ارتفاع الأسعار، حيث تباع الشحنة الواحدة من الموز والتفاح وفواكه أخرى حوالي ست مرات في الأسواق قبل أن تصل إلى المواطنين. وتفاعلا مع هذا الموضوع، كشف عبد الرزاق الشابي، رئيس جمعية سوق الجملة للخضر والفواكه، أن هناك نقصا حاد على مستوى الإنتاج بسبب ضعف التساقطات المطرية وتوالي سنوات الجفاف، إلى جانب تضرر بعض الفواكه بالعوامل الطبيعية كموجات البرد أو الحر. وأوضح الشابي أن الإنتاج هذه السنة أقل من السنة الماضية بجل الفواكه، مشيرا إلى أن ارتفاع أسعار الموز والتفاح في هذه الفترة يرتبط بانقضاء موسميهما. وشدد ذات المتحدث على أن هناك نقصا بأكادير في هذه الفترة لأننا لسنا في موسم إنتاج الموز، حيث تبدأ وفرته في شهر شتنبر، في حين أن التفاح ليس موجودا في السوق لأن نهاية موسمه كانت خلال شهر ماي، مضيفا أن الموجود حاليا يسمى الهالة، وهو يكون في فصل الصيف، بينما التفاح المستورد يستعمل فقط في المناسبات والأعراس.