بعد مجموعة من الإختلالات المهمشة التي شابت التكوين بكليات الطب على الصعيد الوطني، و التي نظم على إثرها أطباء المستقبل العديد من الوقفات الاحتجاجية أملا في تحسين الأوضاع الداخلية، عرفت كلية الطب و الصيدلة التابعة لجامعة ابن زهر أكادير اليوم الإثنين 29 يناير 2024 تنظيم وقفة احتجاجية أخرى للطلبة أكدوا من خلالها بأنهم لن يتعاقدوا مع قاعدة الصمت دفاعا عن حقوقهم المنكوبة في ظل السياسة الضبابية و العشوائية التي يراها الطلبة، و التي تهدف إلى إنتاج أطباء "أرقام" لا أطباء أكفاء. هذا، و عرفت هذه الوقفة الاحتجاجية الطلابية إثارة الحقوقا المهضومة الغير محدودة، و التي تمس الطلبة و صحة المواطنين على حد سواء ، و التي تتمثل في التنزيل العشوائي لقرارات وزارية أحادية ومصيرية دون مناقشتها مع هيئة ممثلي الطلبة، و التأخر الغير المبرر في إخراج دفتر الضوابط البيداغوجية للسلك الثالث، بالإضافة إلى رفض قرار تخفيض مدة التكوين نظرا لغياب النصوص التنظيمية، فضلا عن الزيادات الغير المقننة لعدد الوافدين الجدد في ظل غياب القدرة الاستيعابية و التعويضات الهزيلة للطلبة عن المداومات النهارية والليلية. هذه الوقفة الاحتجاجية جاءت أيضاً ردًا على قرار وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار عبد اللطيف الميراوي ، والقاضي بتقليص فترة الدراسة في كليات الطب والصيدلة من 7 إلى 6 سنوات، بهدف زيادة عدد الأطباء الخريجين، و الذي تم على إثره إنزال وطني أمام قبة البرلمان في الرباط يوم الخميس 07 دجنبر 2023، و هو الإنزال الذي اختتم بمقاطعة كاملة مفتوحة للدروس النظرية والتطبيقية والامتحانات في جميع كليات الطب والأسنان في المغرب، إلى جانب إعلان الطلبة والمتدربين تنظيم إضراب مفتوح يوم السبت 16 دجنبر من العام المنصرم. وكان الطلبة قدموا آنذاك ملفا مطلبيا شاملا يوضح جميع مطالبهم إلى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي. غير أن القشة التي قسمت ظهر البعير هي تماطل الوزارة في وضع النص المنظم للسلك الثالث في ظل الاستغناء عن السنة السابعة، تماطل دام أزيد من سنتين دون أن يلوح بصيص أمل "دفتر بيداغوجي" في الأفق. وما زاد الطين بلة هو سياسة زيادة عدد الوافدين الجدد المعتمدة بتعليمات من وزارة ميراوي، والتي أدت إلى اكتظاظ في المدرجات الدراسية و فضاءات التدريب الإستشفائية، دون أي جهود ملموسة لتحسين القدرة الاستيعابية للكليات أو المستشفيات، السياسة التي من شأنها خلق إشكالات خطيرة حول جودة التكوين. في هذا السياق، عبر الطلبة المحتجون عن معاناتهم التي يتعايشون معها كل يوم في ظل الظروف الراهنة المزرية، كما عبروا عن استنكارهم الشديد لسياسة الأذان الصماء التي تنهجها الوزارتان الوصيتان بدل التجاوب المسؤول مع مطالبهم، و شددوا على ضرورة على الإستمرار في هذا المسلسل النضالي و الثبات على مواقفهم و على المقاطعة المفتوحة حتى يظهر الحق، و هم على أتم استعداد لمناقشة الأمر بطريقة سلمية مع الجهات المختصة في حال تفكيرهم في مصلحة الطلبة و مصلحة المواطنين بكل أمانة. ياسمين اليونسي