دخل طلبة كلية الطب والصيدلة في مراكش في إضراب مفتوح داخل الكلية ووسط جميع المصالح الاستشفائية، احتجاجا على ضعف «الجودة التعليمية» في الكلية واعتماد ما أسموه سياسة «كور وعطي لعور». وأكد الطلبة المحتجون، في حديثهم مع «المساء»، أن السير العادي للعمل داخل كلية الطب والصيدلة بمراكش «أصبح لا يطاق»، نتيجة «تماطل الإدارة وخرقها بنود الاتفاق الذي نتوصل إليها عن طريق الحوار»، وأشار الطلبة، الذين نظموا مسيرة احتجاجية يوم الجمعة داخل الكلية، وانتقلت بعد ذلك إلى رحاب مستشفى ابن طفيل، إلى حالة الاكتظاظ التي تعرفها مدرجات الكلية، حيث يدرس حوالي 400 طالب في مدرجات تبلغ طاقتها الاستيعابية 120 طالباً فقط، مشيرين إلى أن الوعاء العقاري والميزانية الخاصة لبناء مدرجين إضافيين في الكلية متوفرة ولا ينقصها سوى التفعيل من طرف إدارة الكلية، إضافة إلى ضعف التجهيزات الطبية والمخبرية. «أنا غير ملقح ولا أتوفر على تأمين وأقوم بالسخرة للأطباء»، هكذا أجمل طالب وضعه داخل كلية الطب والصيدلة وتدريبه داخل مستشفى ابن طفيل. واعتبر المتظاهرون أن الامتحانات لا تخضع للضوابط البيداغوجية ولا لأهداف تكوين طبيب عام، مع تغيير أساليب التقييم كل سنة، دون إعلام الطالب بذلك، كما أن الامتحانات السريرية الكتابية، التي تشكل مهزلة في حد ذاتها يضيف المحتجون تسبب عرقلة تخريج أفواج عديدة من أطباء يستفيد منهم الوطن، وهذا يقع فقط في كلية الطب دون باقي كليات المغرب، ولهذا كتب المئات من الطلبات «اللجوء» إلى كليات في الرباط والدار البيضاء من أجل إتمام دراستهم فيها. وتعرف مختلف لجان الكلية شللا كبيرا، شأنها في ذلك شان العديد من مصالح الكلية، وعلى رأسها الكتابة العامة، ومصلحة الدروس والامتحانات ومصلحة أطروحة الدكتوراه، إضافة إلى المصلحة الاقتصادية ومصلحة الاستقبال. كما يشكو طلبة الكلية من عدم وضوح أهداف التكوين داخل المصالح الاستشفائية، مما يتسبب في استغلال الطلبة في أمور «السخرة وأمور لا علاقة لها بالتكوين الطبي». وإزاء هذا الوضع، نظم طلبة كلية الطب والصيدلة في مراكش مسيرة احتجاجية دامت أكثر من ساعتين، ردد خلالها المتظاهرون شعارات مناهضة ل»سياسة صم الآذان التي تمارسها إدارة الجامعة في تعاطيها مع الملف المطلبي للطلبة، الذي يدخل في صميم الأهداف التي يرسمها البرنامج المرحلي لإصلاح التعليم». وفي البيان الذي أصدره المكتب الطلابي لكية الطب والصيدلة في مراكش، والذي توصلت «المساء» بنسخة منه، قرر طلبة كلية الطب والصيدلة في مراكش، والأطباء المتدربون في نفس الكلية خوض «كافة الأشكال النضالية من أجل تحقيق المطالب المشروعة»، كما دعا البيان إلى خوض إضراب مفتوح يشمل جميع المصالح الاستشفائية والدروس النظرية وإلى مقاطعة الامتحانات السريرية الكتابية والدعوة إلى إلغائها، أسوة بباقي كليات الطب في المغرب».