في إطار مسلسل الجلسات الاستنطاقية التفصيلية في ملف " إسكوبار الصحراء "، و التي بدأت أولى جلساتها الخميس الماضي بمحكمة الاستئناف بالدارالبيضاء، اتضح أنه فعلا بأن " الضغط يولد الإنفجار"، الشيء الذي أوصل رئيس الوداد الرياضي سعيد الناصري إلى تحريض رأس الحربة "المالي بن إبراهيم"، على قتل عبد النبي بعيوي، رئيس جهة الشرق من "البام". إذن ما تفاصيل هذه الجريمة أو الجناية الغير مكتملة؟ ففي سياق الاتصالات التي تم رصدها بين المالي من سجنه، والناصري في منتصف سنة 2023، وحينما كان المالي يكرر مطالبه بتمكينه من أمواله لدى بعيوي، والتي قال إنها تناهز 3 مليارات سنتيم، ودعوته الناصري للتوسط للقيام باسترجاع جزء منها لتغطية مصاريفه في السجن، اقترح عليه الناصري كتابة ورقة يشهد فيها أن له بذمة عبد النبي بعيوى مبلغ 50 مليون سنتيم على أساس أن لا يذكر بعدها موضوع الشاحنات الصينية المتورطة في تهريب المخدرات، والتي سلمها المالي لبعيوي. فرد عليه السجين المالي بالرفض والقول بأن ديونه على بعيوي تقدر بأكثر من ذلك. و بعد صكوك من الأفكار المحبطة، توقف سعيد الناصري عند الفكرة الأكثر حقارة، و هي تحريض السجين المالي المذكور على قتل عبد النبي بعيوي لحل مشكلته، الشيء الذي رفضه المالي رفضا قاطعا قائلا له إن ما يريده هو استرجاع أمواله، فرد الناصري عليه بدعوته للتوقف عن استفساره عن موضوع ديونه على بعيوي، وتأجيل ذلك الموضوع إلى غاية خروجه من السجن أي بعد قضائه ل 6 سنوات أخرى داخل أربعة زوايا . و في هذا الصدد، ينتظر أن يتم في السابع من فبراير المقبل إجراء مواجهة بين جميع المتهمين في هذه القضية التي هزت الرأي العام، حيث استمرت جلسة الاستنطاق الأولى للمتهمين لساعات الطويلة، الشيء الذي قرر على إثره قاضي التحقيق بتأجيلها إلى غاية السابع من فبراير المقبل. هذا، وحسب مصادر إعلامية مطلعة، فإن خمسة عناصر من المتهمين في هذه القضية مثلوا الخميس الماضي 25 يناير 2024 أمام قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف في الدارالبيضاء. و تعلق الأمر بكل من بعيوي والناصري، إلى جانب آخرين منهم موثقة ومصممة أزياء، فيما تم الاستماع إلى أحمد الحاج ابن إبراهيم، الملقب ب"إسكوبار الصحراء" مساء الأربعاء الماضي، إلى جانب عدد من المصرحين، ضمنهم فنانة مشهورة. وعن تفاصيل الجلسة الاستنطاقية الأولى التي جرت الخميس المنصرم، صرح مهدي الزوات، محامي رئيس الوداد البيضاوي سعيدي الناصري، و قال إن البحث لا زال ساريا في هذه القضية. وكانت صحيفة جون أفريك الفرنسية قد نشرت قبل شهور تفاصيل مثيرة عن ملف "إسكوبار الصحراء" الذي جر أسماء عديدة من عالم السياسة والرياضة والأعمال للسجن، وذلك بعد ما قرر قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف بالدارالبيضاء، في أولى ساعات صباح يوم الجمعة 22 دجنبر 2023، متابعة 21 شخصا من أصل 25 مشتبه في تورطهم في قضية "البارون المالي" في حالة اعتقال. وقد أمر قاضي التحقيق بإحالتهم على السجن، ومن بينهم سعيد الناصري، البرلماني السابق عن حزب الأصالة والمعاصرة ورئيس نادي الوداد البيضاوي، وعبد النبي بعيوي، رئيس جهة الشرق وأشخاص آخرين. وحسب بلاغ للوكيل العام، تتمثل أبزر التهم الموجهة للموقوفين في هذا الملف في "المشاركة في اتفاق قصد مسك المخدرات والاتجار فيها ونقلها وتصديرها ومحاولة تصديرها، والإرشاء والتزوير في محرر رسمي، ومباشرة عمل تحكمي ماس بالحرية الشخصية والفردية قصد إرضاء أهواء شخصية". كما تشمل التهم "الحصول على محررات تثبت تصرفاً وإبراء تحت الإكراه، تسهيل خروج ودخول أشخاص مغاربة من وإلى التراب المغربي بصفة اعتيادية في إطار عصابة واتفاق وإخفاء أشياء متحصل عليها من جنحة". ياسمين اليونسي