أصابت إضرابات الأساتذة 12 ألف مدرسة بالشلل، و تهدد 7 ملايين تلميذ بالهدر المدرسي على خلفية الاحتجاج المستمر على النظام الأساسي الجديد الخاص بموظفي التربية الوطنية، الذي تطالب شغيلة القطاع بإسقاطه. ذكرت الأخبار، أن احتجاجات أولياء التلاميذ تجددت عبر وقفات أمام المؤسسات التعليمية، وعبر مسيرات في اتجاه المديريات الإقليمية، مطالبين بوقف الاحتقان بالقطاع لعودة التلاميذ إلى مكانهم الطبيعي وهو القسم، حيث شهدت عدة مدن كطنجة وتطوان وقلعة السراغنة وسلا والرباط وغيرها من المدن المغربية في الأيام السابقة احتجاجات، رفع خلالها التلاميذ وأولياؤهم لافتات كتب عليها: «أين هو مبدأ تكافؤ الفرص؟»، «أين هو التعليم ذو الجودة؟»، «أنقذوا التعليم العمومي» «المحفظة ها هي والقراية فيناهي»، و«النظام الأساسي هو نظام المآسي». و استنكر الآباء والأمهات ما اعتبروه هدر الزمن الدراسي لأبنائهم، ومنهم من هو مقبل على الامتحانات الإشهادية وعلى رأسها البكالوريا، وقال المحتجون إن الأسر الفقيرة والهشة هي المستهدفة من هذا الوضع، لأن أبناءها هم الذين يدرسون بالمدارس العمومية، بسبب عدم القدرة على تغطية مصاريف المدارس الخصوصية، في حين أن تلاميذ هذه الأخيرة يدرسون بشكل طبيعي، وهو ما اعتبروه استهدافا للمدرسة العمومية وضربا لمبدأ تكافؤ الفرص. في سياق آخر، وتحت شعار: «بغيت ولدي يقرا»، نظمت الفيدرالية الوطنية لجمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ لقاءات سجلت فيها الضرر الكبير للتلاميذ، جراء ما تعرفه الساحة التعليمية، معربة عن تخوف الأسر من سنة بيضاء، ومن التعثر في النتائج، ومن تراجع مستوى التعلمات، حيث أكدت الفيدرالية أن المؤسسات فارغة من التلاميذ وأكثرهم بالشارع العام وهذا يشكل وصمة عار، كما دعت القوى الحية وكل المتدخلين إلى العمل على حلحلة هذا الوضع، لضمان استقرار التلاميذ ولتعود الحياة الطبيعية إلى المدارس، كما شددت على أن وزارة التربية الوطنية مطالبة بتعويض الساعات المهدورة، مؤكدة أن التلاميذ لم يتلقوا ولو درسا واحدا في بعض المواد. من جانب آخر، تكشف الجريدة أن الفيدرالية أشارت إلى أن 12 ألف مدرسة معطلة، و250 ألف أستاذ مضرب، و600 مليون ساعة دراسية ضاعت، و7 ملايين تلميذ معنيون بهذا الوضع المتردي، والذي ينبغي التدخل اليوم لوقفه وعودة الاستقرار والحياة إلى مؤسسات التعليم العمومي إسوة بالمدارس الخصوصية. وفي تصريح للجريدة، قال نور عكوري، رئيس فيدرالية جمعيات أباء وأولياء التلاميذ، إن «الزمن الدراسي المهدور قد بات يهدد الموسم بأكمله، بعدما تجاوزت مدة التقطعات الشهرين»، موضحا أن «التعليم العمومي يضم فئة كبيرة من التلاميذ، وهم اليوم مهددون بالهدر المدرسي أو التسرب على أقل تقدير، وهو ما يعني ضياع وفشل برامج صرفت عليها الدولة المليارات، من أجل دعم التمدرس ومحاربة الهدر المدرسي». واعتبر عكوري أن التعليم «هو القضية الوطنية الأولى بعد الوحدة الوطنية، وهو الأمر الذي يلزم الحكومة والوزارة الوصية بالاستنفار، من أجل تقديم حلول للأزمة الحالية».