قرر طلبة كليات الطب والصيدلة بالمغرب استئناف احتجاجاتهم بسبب ما أسموه "الضبابية" التي يتسم بها الإصلاح الذي فرضته وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار بتقليص عدد سنوات التكوين من سبع إلى ست سنوات، ابتداء من الموسم الدراسي 2022/2023. في هذا السياق، خاض طلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان يوم أمس الثلاثاء 26 شتنبر الجاري إضرابا عن العمل في المؤسسات الاستشفائية ووقفات احتجاجية أمام الكليات، عبروا خلالها عن تخوفهم من "تأثير الإصلاح الجوهري والشمولي على مستقبل الدراسات الطبية والصيدلية". هذا، وقد وجد العديد من طلبة السنة السادسة أنفسهم في حيرة كبيرة بسبب هذا الإصلاح، مؤكدين أنهم لا يعرفون إن كانوا سيستفيدون من الداخلية أم لا، فيما عبر آخرون عن قلقهم من مشكل الاكتظاظ الناجم عن تزايد عدد الطلبة الملتحقين بكليات الطب والصيدلة وطب الأسنان. وفي سياق متصل، اتهم الطلبة المنضوون تحت لواء اللجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة بالمغرب الوزارة الوصية بعدم توفير ما يكفي من الفضاءات لإجراء التداريب مقابل الرفع من أعداد الطلبة بهدف سد الخصاص الذي يعاني منه المغرب، وهو ما يؤثر سلبا على جودة التكوين. وإلى جانب ذلك، عبر الطلبة الغاضبون عن رفضهم لما سموه "القمع" الذي يتعرض له بعضهم في المؤسسات التي يتمرنون فيها، مذكرين بحالة زميلهم الطبيب المتدرب الذي دفعته المعاملة التي كان يتعرض لها في المستشفى الجامعي ابن رشد بالدار البيضاء إلى الانتحار السنة الفارطة. ومن جهة أخرى، انتقد المتضررون غياب أي تجاوب ملموس من طرف وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، ووزارة التعليم العالي والابتكار، باعتبارهما الوصيتين على القطاع، وذلك بعد مرور أزيد من سنة على إقرار الإصلاح موضوع الجدل. وإضافة إلى ذلك، ندد الطلبة بما أسموه "غياب التنسيق داخل الحكومة حول التكوين الصحي"، مطالبين الوزارتين الوصيتين بالجلوس إلى طاولة الحوار والاستماع لمقترحات اللجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة، من أجل الخروج بتصور واضح حول الدراسات الطبية بالمغرب. وتجدر الإشارة إلى أن اللجنة الوطنية للطلبة الأطباء كانت قد أصدرت بيانا أوضحت فيه بأن عودتها إلى الاحتجاج تأتي بعد مرور أكثر من سنة على تقليص سنوات التكوين في الطب بالمغرب، وهو القرار الذي واجهته آنيا بمجموعة من التخوفات والاستفسارات الموضوعية المتعلقة بجودة التكوين. ويشار أيضا إلى أن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار كانت قد قررت خفض سنوات الدراسة في كليات الطب من سبع إلى ست سنوات، ابتداء من الموسم الدراسي 2022/2023، بهدف الرفع من عدد الموارد البشرية في قطاع الصحة العمومية، الذي يعرف نقصا حادا.