تغزو المهرجانات ربوع الوطن ،وكل جماعة وزاوية تنظيمها، بين إحتفال بمناسبات وطنية ،او إحتفاء بتراث مادي او غير مادي من الخصوصية المحلية . لكنك لن تجد لبيلماون الكرنفال الدولي لأكادير شبيها من بين كل مهرجانات الجماعات والجهات . إنه إحتفاء مر من مراحل جعلت منه الاستثناء : – اثناء اللقاءات التشاورية لفريق عمل إعداد برنامج عمل الجماعة ، تم تخصيص لقاء خاص بالأمازيغية ،وانبثق عنه مقترح تبني بيلماون وبوجلود كتراث مادي وجب الاحتفاء به وادماجه في التنمية المحلية . – المقترح لقي احتضانا من مكتب مجلس جماعة أكادير برئاسة السيد عزيز أخنوش . فوجد المقترح له مكانا ضمن إلتزامات المجلس في برنامج عمل الجماعة.كسابقة في تاريخ الجماعات بالمغرب. – لاعداد برنامج عمل الجماعة و تنزيله تم احداث آليات التشاور من بينها آلية الأمازيغية ، وهي مكونة من مهتمين و مختصين في المجال. فاشتغلت على تقديم فكرة تثمين بوجلود كموروث عبر تنظيم بيلماون الكرنفال الدولي لأكادير على أن يجمع بين البعد الأكاديمي والفرجوي و التربوي . – مكتب مجلس جماعة أكادير إستعان بأعضاء من الآلية التشاركية الأمازيغية و اعضاء من فريق عمل إعداد برنامج الجماعة ليكونوا نواة إدارة بيلماون الكرنفال الدولي لأكادير. – إستحضر مجلس جماعة أكادير الأشكال الإحتفالية ببوجلود بمجموع مناطق سوس خاصة في عمالة إنزكان أيت ملول ، فإقترحت اسماء من فريق عمل الكرنفال المنظم بهذه العمالة ،كما فتح نقاش مع الفاعلين في هذا الكرنفال ليشاركوا في المشروع وكان تجاوبهم فعالا و حاسما . – لتسهيل مساطر التدبير الاداري لبيلماون الكرنفال الدولي لأكادير ،تم إقتراح الاستعانة بهيئة مدنية لتكون حاملة مشروع الدورة الأولى في أفق إحداث إطار مدني خاص ببيلماون الكرنفال الدولي لأكادير. و استقر الرأي على مركز التنمية الثقافية الذي يضم بين أعضاء مكتبه فاعلين كانوا ضمن إدارة كرنفال عمالة إنزكان أيت ملول وفي نفس الوقت أعضاء في الآلية التشاركية للأمازيغية. – كانت اولى قرارات إدارة بيلماون الكرنفال الدولي لأكادير ، هو البحث عن الشركاء ،حيث عبرت وزارة الثقافة و مجلس جهة سوس ماسة ،و المجلس الجهوي للسياحة و جمعية تيميتار عن استعدادهم لدعم المبادرة . – ثاني القرارات كانت بعدم حصر المشاركة في الكرنفال على جمعيات مدينة أكادير ،حيث فتح باب المشاركة في وجه كل مناطق سوس و الصحراء . إننا امام "مهرجان " فريد في مسار إخراجه الى الوجود ،فقد ولد من قلب النقاش حول جعل مدينة أكادير عاصمة للأمازيغية ، و تملك الفكرة ابناء المنطقة لا من حيث الفكرة او تنزيلها ، فكان مهرجانا سوسيا امازيغيا خالصا . جماعة أكادير وهي تخطو هذه الخطوات التشاركية ليست في حاجة إلى وضع أقنعة ،ولا أن تمسك بشعيرات بوجلود ، بل عكس ذلك تماما ،فهي تقدم تجربة ثقافية وفنية وتراثية بمواصفات عالمية في إشراك تام لكل المشتغلين في المجال و المبدعين في خلق الفرجة البوجلودية. و لتعكس جماعة أكادير رؤيتها المتكاملة ،فقد إتجهت نحو دعم الاحتفالات التي تعرفها ايام العيد ، كما حفزت الجمعيات للاشتغال على إعداد مجسمات تعبر عن تراثنا المحلي . كل هذا المسار تم بميزانية متواضعة ، و بسواعد شباب أبانوا عن قدرات خارقة في الإبداع التنكري و فرجة بوجلود وكرنفال بيلماون بفرقهم التراثية و ايقاعاتها المتنوعة. إننا امام مولود جديد يحتاج إلى رعاية الجميع ،و ستكون الدورات المقبلة مناسبة للإصغاء للملاحظات لتجويد العمل والسير به قدما ليكون جهويا بنفحة وطنية ودولية ،منفتحا على كل التجارب السابقة و على كل الآراء خاصة المعارضة منها التي تحمل قوة إقتراحية ولا تضع أقنعة . غير ذلك فلا يمكن لمن يغرد خارج السرب ان يقف امام إرادة السرب الذي ينخرط بصيغة جماعية في عملية تكريس هذا الموعد الثقافي السنوي الذي لا يطرح نفسه بديلا لأية تجربة ،لكن قيمة مضافة للوطن قبل المدينة والجهة .