أكد وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق٬ أمس الثلاثاء بتارودانت٬ أن مجموعة من الخبراء الفنيين تضم مكتب دراسات ومهندسين من الوزارة سيباشرون٬ ابتداء من الأربعاء٬ التقييم الفني للخسائر التي لحقت بالمسجد الكبير لتارودانت إثر الحريق الذي شب في هذه المعلمة التاريخية والدينية. وأوضح أحمد التوفيق في تصريح للصحافة أن نتائج الدراسة التقنية المرتقبة هي التي ستكشف "ما هو الجانب الذي يمكن ترميمه ترميما فنيا إذا أمكن٬ لأننا نحرص على كل شبر في هذا المسجد". وأبرز الوزير٬ الذي قام بزيارة إلى موقع الحريق رفقة عامل إقليمتارودانت فؤاد المحمدي وممثلي السلطات المحلية وأعضاء المجلس العلمي المحلي وخبراء من مديرية المساجد بالوزارة٬ أن "إعادة البناء التي ستقع ستضمن لهذا المسجد كامل الاحتياطات في السلامة وسنعيد له في نفس الوقت رونقه الفني وسمته المعماري النبيل الذي تفتخر به تارودانت و المغرب بأجمعه". وذكر أن هذا المسجد كان من المساجد الكبرى التي صلى فيها أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس واستمع فيها لدرس من الدروس الحسنية وختم فيها صحيح البخاري٬ مشيرا إلى أنه يكفي الاطلاع على الكتاب الذي أنجزته الوزارة حول مساجد المغرب للتأكد من المكانة التي يحظى بها هذا المسجد كمعلمة جديرة بالفخر والاعتزاز. و بعدما شدد على أن الوزارة ستبذل قصارى جهدها حتى يتحقق في أقرب وقت ترميم هذا المسجد أو إعادة بنائه وفق ما ستصل إليه الدراسة التقنية من خلاصات٬ أبرز السيد التوفيق أن "نصف المساجد التاريخية الكبرى أعيد ترميمها بطريقة فنية للحفاظ على معمارها ولا يمكن بالتالي أن نستثني هذا المسجد من هذه السياسة ولو أن الاستعجال يقتضي أن نعيده إلى وظيفته". وتعرض الجامع الكبير بتارودانت٬ صباح اليوم٬ إلى حريق مهول بعدما التهمت النيران حصائر المسجد بسبب ما يعتقد أنه تماس كهربائي دون أن يخلف خسائر في الأرواح. يشار إلى أن هذا المسجد٬ الذي يعد من أكبر المساجد السعدية على الإطلاق٬ قد جدد بناؤه تحت حكم محمد الشيخ السعدي عند منتصف القرن 16 م. و عرف هذا المسجد الذي يرجح أنه قد بني في عهد المرابطين أو الموحدين عدة إصلاحات وأشغال توسعة في عهد السعديين والعلويين. ويعود آخر ترميم له إلى سنة 2002. و يغطي هذا المسجد مساحة إجمالية تصل إلى 3214 متر مربع منها 2614 متر مربع مغطاة ويتسع لحوالي 4000 مصل كما يتوفر على صومعة بعلو 27 مترا وعلى ستة أبواب بالإضافة إلى مدخل للنساء ومدخل للإمام وكتاب قرآني وقاعة للصلاة وبهو ومقصورة.